وطنياً

الناشط الجزائري “Doualemn” في قلب التوترات بين فرنسا والجزائر بعد إدانته بالسجن مع وقف التنفيذ

وسط تصاعد التوتر الدبلوماسي بين فرنسا والجزائر، أصدرت المحكمة الجنائية في مونبلييه، اليوم الخميس 6 مارس، حكمًا بالسجن لمدة خمسة أشهر مع وقف التنفيذ بحق الناشط الجزائري بوعلام نعمان، المعروف باسم “Doualemn”، بعد إدانته بتهمة “التحريض غير المؤدي إلى ارتكاب جريمة أو جنحة”. وجاء هذا الحكم على خلفية نشره مقطع فيديو على تيك توك دعا فيه إلى “تلقين معارض جزائري درسًا قاسيًا”، وهي الحادثة التي أثارت جدلًا واسعًا وأصبحت سببًا في أزمة دبلوماسية بين الجزائر وفرنسا.

محاكمة في سياق أزمة سياسية متوترة

في 25 فيفري، مثل بوعلام نعمان أمام المحكمة الجنائية في مونبلييه، حيث وُجهت إليه تهمة “التحريض العلني والمباشر على ارتكاب جريمة أو جنحة دون تنفيذها”. وخلال جلسة المحاكمة، بدا أن نعمان فقد حدته التي عُرف بها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحدث بفرنسية متواضعة قائلًا: “أنا نادم، بصراحة، أنا نادم”.

الدفاع حاول إقناع المحكمة بأن التصريحات لم تكن سوى سوء تعبير ولم يكن القصد منها التحريض الفعلي على العنف، لكن القضاة لم يقتنعوا بهذا الطرح، معتبرين أن الكلمات التي استخدمها في مقطع الفيديو كانت تحريضًا مباشرًا على الاعتداء الجسدي على معارض جزائري يقيم في فرنسا. وبعد المداولات، صدر الحكم بسجنه خمسة أشهر مع وقف التنفيذ، وهو حكم أقل من العقوبة التي طالب بها الادعاء، والتي كانت ستة أشهر مع وقف التنفيذ.

اول محاكمة للمدعو بوعلام نعمان

الفيديو الذي أشعل القضية

بدأت الأزمة في 5 جانفي، عندما تلقى عمدة مدينة مونبلييه بلاغًا حول مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه بوعلام نعمان وهو يدعو إلى “إعطاء درس قاسٍ” للمعارض الجزائري محمد تجديت، المعروف بـ “شاعر الحراك”.

تم تداول الفيديو على نطاق واسع، مما دفع السلطات الفرنسية إلى التحرك بسرعة. ففي اليوم التالي، تم اعتقال نعمان ووضعه في مركز احتجاز إداري بانتظار قرار بترحيله إلى الجزائر. في البداية، اعتبرت السلطات الفرنسية أن الفيديو يتضمن تحريضًا على القتل، لكن بعد مراجعة الترجمة، تم تعديل التهمة إلى التحريض على الاعتداء الجسدي.

صورة من الفيديو الذي تسبب في الاعتقال

الترحيل الذي أدى إلى أزمة دبلوماسية

بعد توقيفه، قرر محافظ إقليم هérault سحب تصريح إقامة بوعلام نعمان والمضي قدمًا في إجراءات ترحيله إلى الجزائر. وفي 9 جانفي، تم ترحيله بالفعل على متن طائرة متجهة إلى الجزائر، لكن المفاجأة كانت في رفض السلطات الجزائرية استقباله وإعادته إلى فرنسا في خطوة غير مسبوقة.

هذا الرفض أحرج السلطات الفرنسية وأدى إلى توتر دبلوماسي بين البلدين، حيث رأت باريس أن الجزائر لم تلتزم بتعهداتها في استعادة مواطنيها، بينما اعتبرت الجزائر أن القضية ذات طابع سياسي أكثر من كونها قانونية.

الدفاع يندد بـ “تسييس القضية”

خلال المحاكمة، أصر محامي بوعلام نعمان، جان باتيست موسيه، على أن موكله لم يكن يدرك خطورة كلماته، وندد بما أسماه “تسييس القضية” في ظل التوترات بين الجزائر وفرنسا. وأكد أن نعمان لم يكن يدعو إلى العنف الحقيقي، بل كان يعبر عن رأيه بأسلوب تم تضخيمه في سياق الأزمة السياسية الحالية.

لكن المحكمة لم تقتنع بهذه الحجة، ورأت أن كلمات نعمان كانت واضحة وتحريضية، لتصدر حكمها بالسجن خمسة أشهر مع وقف التنفيذ. وبمجرد صدور الحكم، أعلن محامي الدفاع استئناف القرار.

المدعو بوعلام داخل المحكمة

ما الذي ينتظر بوعلام نعمان بعد إدانته؟

رغم أن بوعلام نعمان لن يدخل السجن فعليًا، إلا أن قضيته لم تنته بعد. فبعد إدانته قضائيًا، يواجه الآن خطر ترحيله مجددًا، حيث قد تعاود السلطات الفرنسية محاولة إبعاده عن أراضيها.

كما أن ملفه أصبح ورقة سياسية بين الجزائر وفرنسا، حيث لا تزال القضية تتفاعل في الأوساط الإعلامية والدبلوماسية. وبينما يحاول نعمان إعادة ترتيب حياته بعد هذه الأزمة، يبقى السؤال: هل سيستطيع البقاء في فرنسا، أم ستنجح السلطات في ترحيله هذه المرة؟

عن وسائل إعلام فرنسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock