وطنياً

حملة أمنية واسعة في الجزائر: اعتقالات تطال مؤثرين ومغنيين بسبب محتوى غير أخلاقي وتحريضي

الجزائر – خاص

في خطوة حازمة تعكس التزام الدولة بحماية القيم الاجتماعية والتصدي للفوضى الإلكترونية، شنت السلطات الجزائرية حملة واسعة لمكافحة المحتوى غير الأخلاقي والمنحرف على منصات التواصل الاجتماعي. وقد أسفرت هذه الحملة عن توقيف عدد من المؤثرين والمغنيين الذين تورطوا في نشر مواد مخلة بالحياء أو محرضة على السلوكيات غير المقبولة.

وحيدة قروج خلف القضبان بتهم الاحتجاز والإهانة

أمرت السلطات الجزائرية بإيداع المؤثرة وحيدة قروج الحبس المؤقت في سجن القليعة، بعد أن ظهرت في مقطع فيديو وهي تقوم باحتجاز شاب وإهانته وترهيبه. الفيديو أثار موجة غضب واسعة، حيث اعتُبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ومساسًا بحرمة الحياة الخاصة.

ووجهت إليها السلطات تهم الاحتجاز، الإهانة، الضرب، السب والشتم، ليتم تقديمها أمام وكيل الجمهورية بمحكمة الشراقة وفق إجراءات المثول الفوري.

وقررت المحكمة تأجيل محاكمتها إلى موعد لاحق، فيما يواجه المتهمة احتمال عقوبات مشددة في حال إدانتها.

المدعوة وحيدة قروج

اعتقال المغني “لحبيب هيمون” بسبب أغنية تحريضية

في تطور آخر، أوقفت فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية المغني المعروف “لحبيب هيمون” بعد إصدار أغنيته الجديدة التي قيل إنها تحتوي على رسائل مباشرة تدعو إلى الانتحار، وهو ما يشكل خطرًا على فئة الشباب والمراهقين، وفقًا لتقارير إعلامية.

وتم تسجيل الأغنية في أحد الاستوديوهات بمدينة وهران، ما دفع السلطات إلى التحرك بسرعة لمصادرة التسجيلات وفتح تحقيق في القضية. ووجهت إلى المغني تهم تتعلق بالتحريض على الأذى الذاتي والإخلال بالنظام العام، ليتم إيداعه الحبس المؤقت في انتظار محاكمته.

المدعو لحبيب هيمون

إيداع “موح الوشام” الحبس المؤقت بتهم متعددة

في سياق متصل، تم إيداع المؤثر المعروف “موح الوشام”، ويدعى “ح. محمد”، الحبس المؤقت بعد مثوله أمام محكمة سيدي امحمد وفق إجراءات المثول الفوري. ووجهت إليه عدة تهم ثقيلة، أبرزها:

• إهانة هيئة نظامية

• نشر صور مخلة بالحياء

• المساس بحرمة الحياة الخاصة للأشخاص

• المساس بالمعلوم الديني بالضرورة

• ممارسة نشاط غير قانوني خارج السجل التجاري

• تعريض حرية الغير والصحة العمومية للخطر

• رفض الامتثال للقوة العمومية

• عرض فيديوهات مخلة بالحياء للجمهور

• التهديد

وجاءت هذه التهم بعد نشره مقاطع فيديو على منصة “تيك توك” وصفها القضاء بأنها مخلة بالحياء وتحريضية، تدعو إلى الانحلال الأخلاقي والاستهزاء بالدين. كما وجهت إليه تهم الترويج للوشم بأسلوب متعمد، وهو ما اعتبرته السلطات تشجيعًا على ممارسات غير مقبولة اجتماعيًا.

المدعو موح الوشام

إدانة “دنيا السطايفية” بالسجن والغرامة المالية

لم تتوقف الحملة عند هذا الحد، فقد أصدرت محكمة عين الكبيرة بولاية سطيف، صباح الأربعاء، حكمًا قضائيًا يقضي بإدانة المؤثرة دنيا السطايفية بالسجن النافذ لمدة خمس سنوات، مع فرض غرامة مالية قدرها 10 ملايين سنتيم.

وتمت إدانتها بعد ثبوت تورطها في:

• صناعة محتوى غير أخلاقي

• عرض فيديوهات مخلة بالحياء على منصات التواصل الاجتماعي

• بيع صور مخلة بالحياء

• الوساطة في ممارسة الدعارة

وتمثل هذه القضية واحدة من أكثر القضايا جدلًا في الجزائر، حيث أثارت نقاشًا واسعًا حول تأثير المحتوى الإلكتروني غير المنضبط، ودور السلطات في مكافحته.

المدعوة دنيا السطايفية

حملة أمنية غير مسبوقة لحماية المجتمع من المحتوى الهابط

تعكس هذه الإجراءات القوية التزام السلطات الجزائرية بحماية المجتمع من التأثيرات السلبية للمحتوى الفاسد والمنحرف على الإنترنت. وتؤكد الدولة أنها لن تتهاون مع أي شخص يتجاوز الخطوط الحمراء، سواء عبر نشر محتوى مخل بالحياء أو التحريض على السلوكيات الضارة.

وقد أشادت مختلف شرائح المجتمع بهذه الحملة الأمنية، معتبرة أنها خطوة ضرورية لوضع حد للفوضى الرقمية، وحماية الشباب من الانحرافات الأخلاقية والممارسات المنافية للقيم والتقاليد.

استمرار الحملة والتأكيد على تطبيق القانون بحزم

أكدت الجهات الرسمية أن هذه الحملة لن تتوقف عند هذه الاعتقالات فقط، بل ستستمر لضبط كافة المخالفين، مع التشديد على أن القانون سيكون صارمًا في مواجهة كل من يحاول نشر الفساد والانحلال الأخلاقي عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وبهذا، توجه الجزائر رسالة واضحة بأن المحتوى الهابط لن يكون له مكان في المشهد الرقمي الجزائري، وأنه لا أحد فوق القانون عندما يتعلق الأمر بحماية المجتمع والقيم الأخلاقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock