محمد الأمين بلغيث.. عندما يتحول “المؤرخ” إلى تاجر أيديولوجيا على قناة معادية للجزائر

في مشهد أثار موجة من الصدمة والاستياء، ظهر من يُفترض أنه مؤرخ جزائري، محمد الأمين بلغيث، على شاشة قناة “سكاي نيوز عربية” الإماراتية، ليطلق سلسلة من التصريحات الخطيرة التي تطعن في صميم الهوية الجزائرية، وعلى رأسها اللغة والثقافة الأمازيغية التي تشكّل أحد أعمدة الشخصية الوطنية الجامعة.
بلغيث، الذي لا يتردد في وصف نفسه بـ”الأكاديمي”، لم يتوانَ عن ترديد مقولات لطالما استُخدمت من قبل أعداء الوطن لتقسيمه، فادّعى أن الأمازيغية ليست إلا “صناعة استخباراتية فرنسية وصهيونية”، ضاربًا عرض الحائط بتاريخ عريق سبق كل الإمبراطوريات، ومتنكّرًا لواقع شعبي وثقافي حي يشكّل وجدان الملايين من الجزائريين.
قناة تُعادي الجزائر.. ومؤرخ يؤجج الفتنة
أن يتفوه شخص بمثل هذه التصريحات في قاعة مغلقة، أو حتى على حساب شخصي، فذلك في حد ذاته مستهجن. لكن أن يذهب ليرددها على منبر إعلامي معروف بعدائه للجزائر، ويستضيف يوميًا دعاة الفتنة والتدخل في الشأن الداخلي، فذلك قفزة في دركٍ جديد من الانحطاط المهني والأخلاقي.
قناة “سكاي نيوز عربية”، التي فتحت له الميكروفون، ليست مجرد وسيلة إعلامية، بل أداة ناعمة لدويلة تعمل على تصدير السموم الأيديولوجية، والتحريض على الشعوب الحرة، ولا سيما الجزائر، التي طالما كانت عصيّة على الاختراق والابتزاز.
الأمازيغية ليست مادة للمزايدة
منذ الاستقلال، ظلّت الجزائر وفية لمبدأ وحدة شعبها، واحترام تعدديته الثقافية واللغوية. لقد ناضل الجزائريون، عربًا وأمازيغ، ضد الاستعمار الفرنسي يدًا بيد، ودفعوا ملايين الشهداء من أجل أن تكون الجزائر سيدة حرة لا تُختزل في لون واحد أو لسان واحد. وجاء ترسيم اللغة الأمازيغية، ضمن مسار المصالحة الوطنية مع الذات، تتويجًا لنضال ثقافي طويل، ولا يمكن السماح لأي كان – مهما حاول الاحتماء بصفته الأكاديمية – بالطعن فيه.
الرد الشعبي والرسمي: لا تسامح مع المساس بالثوابت
التلفزيون العمومي الجزائري كان سبّاقًا في التعبير عن الغضب الشعبي، واصفًا تصريحات بلغيث وتصعيد قناة “سكاي نيوز” بأنه “عدوان على وحدة الشعب الجزائري”، ومؤكدًا أن الجزائر لا تنحني أمام من يسعون لزرع الفتنة.
لقد تجاوز بلغيث حدود الاختلاف، ودخل منطقة الخيانة الرمزية، حين استقوى بمنبر خارجي معادٍ للجزائر، ليشكّك في أحد أكثر مقوماتها رسوخًا.
في النهاية..
محمد أمين بلغيث لم يسقط سهوا، بل سقط سقوطًا مدويًا وهو يتخلى عن مسؤولية المؤرخ، ليتحول إلى “تاجر أيديولوجيا في سوق التاريخ”، كما وصفه التلفزيون الجزائري بدقة. ومن يتاجر بالهوية لصالح دويلة مصطنعة، فقد انتماءه قبل أن يفقد احترامه.