سياحة

“تمثال الصياد: شاهد التاريخ ورمز الحرية في مدينة جيجل”

“تمثال الصياد” أو “الكوجادور”، يتربع شامخا في ساحة الجمهورية بوسط مدينة جيجل، مشهد لا يزال يروي قصص الزمن ويحمل تراث المدينة الجميلة المتجذرة بين البحر والأرض. تجسيدًا للعلاقة المميزة بين أهل الجواجلة والبحر، يتألق التمثال برمزيته للحرية وحب الصيد، حيث يعبّر عن حنين الأجيال لهذه الحرفة التقليدية التي انتقلت من جيل إلى جيل.

تمثال خياط الشباك – الصياد

بني هذا التمثال الفني بعد زلزال عام 1856 الذي دمر معظم مباني جيجل، وقد قام النحات الإيطالي “غوغليالمي” بإعادة بنائه في عام 1888 باستخدام برونز السباكة. يتجاوز التمثال المصقول ارتفاع الأربعة أمتار، وهو يصور الصياد بقبعته الحمراء ويظهر وكأنه يقوم بإصلاح شباكه. تحمل القبعة الحمراء رمزية للحرية، معبرة عن تلاحم الشعب مع هذه القيمة.

على مر السنوات، تعرض التمثال لتحديات مثل إطلاق النار عليه خلال فترة الاستقلال الوطني، ولكنه تحمل وقفة صلابة ورفض للزمن والطبيعة. السلطات المحلية عملت بجدية على الحفاظ على هذا التراث الثقافي، حيث قامت بتنظيفه وصيانته وإزالة البنى المؤقتة التي كانت تحيط به، مكرّسةً مكانته الاستثنائية في المدينة.



تتجلى قيمة “تمثال الصياد” في رونقه وجماله، وتأريخه الذي يشهد على مرور العصور والأحداث المهمة في تاريخ جيجل. يظل هذا التمثال علامة لا تبهت على أرض الجزائر، يحمل معه ثقافة الصيد والحرية، ويروي حكاية مدينة تعيش بين البحر والسماء بكل فخر وجمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page