بابا عروج وخير الدين بربروس: قصة التحرير والتراث في ولاية جيجل
تعتبر ولاية جيجل واحدة من المناطق التي تتمتع بتاريخ طويل وثري من الأحداث والشخصيات التي ساهمت في تشكيل هويتها الثقافية والتاريخية. تتسم هذه الولاية الجزائرية بالمعالم السياحية والتاريخية الهامة، ومن بينها معلمٌ له قصةٌ مميزة تروي تحرير المنطقة من الغزاة وتأسيس الدولة الجزائرية الحديثة.
تقع ولاية جيجل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتعد من أبرز الوجهات السياحية في الجزائر. ومن المعالم التي تبرز في المدينة، تجد سفينة بابا عروج، التي تعود للقرن الخامس عشر الميلادي. هذه الباخرة المصنوعة من مادة النحاس والبرونز تجسد قصة تحرير جيجل من الغزاة الإسبان ودور القائدين التركيين بابا عروج وخير الدين بربروس في هذه العملية.
تصطف سفينة بابا عروج في منطقة مركزية بمدينة جيجل، وقد صُممت بنمط تقليدي يعود للقرن الخامس عشر الميلادي. تزيد النافورة المتواجدة بالقرب منها على جمالها ورونقها. تُسلط أضواءها على المياه المتدفقة دوريًا باتجاه مجاذيف السفينة الـ 12 الموجودة على الجانبين. تم تجهيز المكان بمساحة للزوار الذين يحبون التقاط الصور التذكارية مع هذا المعلم التاريخي الهام.
تعيد سفينة بابا عروج إلى الأذهان الدور الذي لعبته القائدين التركيين بابا عروج وخير الدين بربروس في تحرير المنطقة من الغزاة. وُلِد هؤلاء الأخوين في جزر أرخبيل اليونان، وكانوا أبطالًا تركيين تركوا بصماتهم العميقة على تاريخ ولاية جيجل والجزائر بأكملها.
في سنة 1514 ميلاديًا، تمكن بابا عروج وخير الدين بربروس، بمساعدة سكان جيجل، من طرد الغزاة الإسبان وتحرير المنطقة. كانت هذه الخطوة هامة في تشكيل الدولة الجزائرية الحديثة، وجعلت من جيجل قاعدةً للعمليات التحريرية القادمة.
يُعَدّ معلم باخرة بابا عروج جزءًا لا يتجزأ من تراث ولاية جيجل والجزائر. تظل هذه الباخرة تجسيدًا للشجاعة والتحدي، ورمزًا للروح الوطنية والتضحية التي قادت إلى تحقيق الحرية والاستقلال.
إن الزوار والسياح الذين يزورون جيجل يستطيعون الاستمتاع بقصة هذا المعلم التاريخي الذي يحمل في طياته قصة تحرير وبناء، والتعرّف إلى العلاقة التاريخية بين الجزائر والقائدين التركيين بابا عروج وخير الدين بربروس.