
باريس – 25 مارس 2025
رفضت المحكمة الإدارية في باريس، أمس الثلاثاء 25 مارس، الطعن الذي تقدم به الناشط الجزائري بوعلام نعمان لتعليق قرار ترحيله إلى الجزائر. وكان بوعلام قد أوقفته الشرطة الفرنسية في 20 مارس ووُضع في مركز احتجاز إداري، في انتظار ترحيله إلى بلده الأم.
وتأتي هذه التطورات في ظل توتر مستمر بين الجزائر وفرنسا، حيث سبق للسلطات الفرنسية أن حاولت طرد بوعلام في يناير الماضي، لكن الجزائر رفضت استقباله، ما أثار غضب باريس وأدى إلى تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
المحكمة تؤيد قرار الترحيل
وفقًا لبيان المحكمة، فإن الشروط القانونية اللازمة لتعليق قرار الترحيل “غير متوفرة”، مؤكدة أن القرار الصادر عن وزير الداخلية، والذي استند إلى توصية اللجنة المختصة بالترحيل في 12 مارس، لا يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق بوعلام.
وأوضحت المحكمة أن بوعلام، رغم إقامته في فرنسا لفترة طويلة – “حوالي 20 عامًا في وضع غير قانوني ثم 15 عامًا بإقامة قانونية” – لم يثبت وجود روابط قوية مع أسرته أو اندماج مهني مستقر، وهو ما برر رفض الطعن. كما اعتبرت المحكمة أن تنفيذ الترحيل لا يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوقه الأساسية.
الإدانة والتحريض على العنف
تعود جذور القضية إلى جانفي الماضي، عندما نشر بوعلام نعمان مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يدعو فيه إلى “تأديب” معارض سياسي جزائري. على إثر ذلك، ألغت السلطات الفرنسية تصريح إقامته ورحلته إلى الجزائر في 9 يناير، إلا أن السلطات الجزائرية رفضت استقباله وأعادته إلى فرنسا، وهو ما اعتبره وزير الداخلية الفرنسي حينها “إهانة للدولة الفرنسية”.
وفي 6 مارس، أصدرت محكمة مونبلييه حكمًا بالسجن 5 أشهر مع وقف التنفيذ ضد بوعلام بتهمة “التحريض على ارتكاب جريمة دون تنفيذها”.
مصير غير واضح
مع رفض المحكمة الإدارية تعليق الترحيل، يبقى مصير بوعلام معلقًا، إذ من المتوقع أن تسعى السلطات الفرنسية لتنفيذ قرار طرده في أقرب وقت. في المقابل، لا تزال الجزائر متحفظة بشأن استقباله، ما قد يعيد سيناريو الترحيل الفاشل في جانفي.
تصعيد جديد في الأزمة الدبلوماسية؟
يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية-الفرنسية توترات متزايدة، لا سيما فيما يتعلق بقضايا الهجرة والمغتربين. كما أن إصرار باريس على تنفيذ الترحيل قد يؤدي إلى رد فعل قوي من الجزائر، التي سبق لها رفض التعاون في القضية.
ويبقى السؤال: هل ستتمكن فرنسا من تنفيذ قرارها هذه المرة؟ أم أن الجزائر ستكرر رفضها استقبال بوعلام، ما قد يفاقم الأزمة أكثر؟