أخبار جيجلرياضةوطنياً

بيطة فالبالون وكحلة فالموفمون … الجواجلة يلقون قنبلة في ملعب 8 ماي!

في ليلة كروية حبلى بالإثارة، سقطت شبيبة جيجل بضربة جزاء قاتلة في آخر اللحظات أمام وفاق سطيف، لكنها لم تكن السقطة الوحيدة التي هزت أجواء ملعب 8 ماي. فقد كانت الرسالة التي رفعتها أولتراس “المدفعية” أو Ultras Green Gunners الجيجلية كفيلة بتحويل الأنظار من المستطيل الأخضر إلى المدرجات المشتعلة.

بيطة فالبالون”، جملة موجزة بحروفها، لكنها ثقيلة بمدلولاتها، فجّرت جدلًا غير مسبوق في الصفحات السطايفية وحتى خارجها. باللهجة الجيجلية البسيطة، الرسالة تعني “بيضاء في كرة القدم”، وهي إشارة واضحة إلى تاريخ وفاق سطيف المشرف، النادي الذي لطالما كان سفير الجزائر على المستوى القاري، يحصد الألقاب ويرسم البهجة في قلوب عشاقه.

ولكن، هل توقفت الرسالة هنا؟ بالطبع لا، فقد أتبعتها أولتراس المدفعية بجملة أكثر استفزازًا: “كحلة فالموفمون”. وبينما الأولى كانت إشادة، جاءت الثانية كصفعة على وجه جمهور الوفاق. مضمونها؟ جمهوركم لم يرتقِ بعد لمستوى فريقكم، بحسب منظور Ultras Green Gunners.

من ملعب 8 ماي 1945 – سطيف

رسالة أولتراس أم قنبلة فلسفية؟

لو تأملنا قليلاً، فإن الجملة تحمل فلسفة أعمق من مجرد شغب مدرجات. هي اعتراف واضح بأن الفريق كبير، لكن الجمهور… “مهلاً! الجمهور أقل من ذلك؟” يبدو أن “المدفعية” ألقت قنبلة تستهدف بها جمهور الوفاق، تدعوهم لطرح سؤال وجودي: “هل نحن فعلاً على قدر تاريخ فريقنا؟”

ومع ذلك، لنكن واقعيين، من هي الأولتراس حتى تُقيّم مستوى الجمهور؟ هذه الجماعات التي تُبدع في خلق أجواء جنونية، تعتقد أنها تمتلك شهادة دكتوراه في التشجيع، بينما الجمهور العادي بالنسبة لهم ليس أكثر من “متفرج بسيط” جالس على أريكة الملعب!

سطايفيون بين غضب وإعجاب

ردود الأفعال في الصفحات السطايفية تراوحت بين من رأى في الرسالة إهانة صريحة، ومن اعتبرها مجرد “مزحة أولتراس” عابرة. ولكن الأكثر إثارة للاهتمام أن كثيرًا من المناصرين وافقوا ضمنيًا على النقد، مبررين ذلك بأن التشجيع في المدرجات يحتاج إلى نقلة نوعية.

الكرة في ملعب من؟

رسالة أولتراس المدفعية حملت مزيجًا من الاحترام والانتقاد، لكنها أظهرت نقطة ضعف موجودة في كل الملاعب الجزائرية: انفصال بين جماهير المدرجات العادية وجماعات الأولتراس. فاللعبة التي تجمع الجميع على حب الفريق، تحولت إلى ساحة للانتقادات بين أطياف الجمهور نفسه.

ختامًا، سواء كانت الرسالة مجرد “قرصة أذن” أو إسقاطًا فلسفيًا غير مقصود، فإن الجدل الذي أثارته يؤكد أن كرة القدم في الجزائر ليست مجرد لعبة، بل عالم مليء بالقصص والمفاجآت. والآن، يبقى السؤال: هل سيُجيب جمهور الوفاق عمليًا على هذه الانتقادات، أم ستبقى “بيطة فالبالون وكحلة فالموفمون” مجرد شعار لموقعة تُنسى مع الزمن؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page