حوادث الغرق في شواطئ جيجل: شباب في مقتبل العمر يدفعون حياتهم ثمناً للبحر
تشهد ولاية جيجل هذه الأيام سلسلة من الحوادث المؤسفة على شواطئها، حيث تكررت حوادث الغرق التي أودت بحياة شباب في مقتبل العمر. تأتي هذه الحوادث في ظل ارتفاع درجات الحرارة والإقبال الكبير على السباحة والاصطياد البحري، وهو ما يزيد من مخاطر هذه الأنشطة، خاصة في ظل عدم الالتزام بإجراءات السلامة.
حادثة الغرق الأولى:
في يوم أمس، سجلت مصالح الحماية المدنية في ولاية جيجل حادثة غرق مؤلمة على شاطئ “تيمديوان” ببلدية سيدي عبد العزيز. الشاب ب.خ من ولاية بسكرة والذي يبلغ من العمر 18 عامًا، كان يستمتع بوقته على الشاطئ عندما سحبته الأمواج العاتية إلى عمق البحر. وبفضل جهود فرق الإنقاذ الشجاعة، تم سحبه من المياه وهو في حالة حرجة جدًا. على الرغم من الإسعافات الأولية التي قدمت له على الفور، إلا أن حالته الصحية كانت خطيرة جدًا، حيث تم نقله على وجه السرعة إلى المركز الصحي. للأسف، توفي الشاب لاحقًا متأثرًا بإصاباته.
حادثة الغرق الثانية:
لم يكن صباح اليوم أفضل حالاً، حيث استيقظت ولاية جيجل على خبر مأساوي آخر. فقد تدخلت فرق الغطس للبحث عن صياد هاوٍ كان قد فقد في البحر بالشاطئ الصخري “المنار الكبير” ببلدية جيجل. العملية التي بدأت في وقت مبكر من الساعة 05:50 صباحًا، أسفرت عن انتشال جثته في حدود الساعة 07:00 صباحًا. الضحية، الذي كان يبلغ من العمر 46 عامًا وينحدر من ولاية جيجل، كان قد ذهب لصيد السمك كعادته، لكن البحر لم يرحمه. تم نقل الجثة إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى جيجل لإتمام الإجراءات القانونية.
تدابير الحماية المدنية:
سخرت مصالح الحماية المدنية فرقًا متخصصة لمثل هذه الحوادث، حيث تم استخدام ثلاثة غطاسين وزورق نصف صلب وسيارة إسعاف للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ. ولكن، على الرغم من هذه الجهود، فإن الحوادث المتكررة تثير تساؤلات حول مدى الالتزام بإجراءات السلامة من قبل المواطنين، خاصة في الشواطئ الصخرية والتي تشكل خطرًا أكبر على حياة الأفراد.
الخاتمة:
تعيد هذه الحوادث إلى الأذهان ضرورة توخي الحذر والالتزام بتعليمات السلامة أثناء السباحة أو ممارسة أي نشاط بحري. فالبحر على الرغم من جماله، يمكن أن يكون قاتلاً إذا ما تم التهاون في التعامل معه. يجب على السلطات المحلية تعزيز الوعي بضرورة الالتزام بقواعد السلامة وتوفير المزيد من فرق الإنقاذ المدربة، للحفاظ على أرواح المواطنين ومنع تكرار مثل هذه المآسي.