شبيبة جيجل: إنجاز الصعود تحت تهديد الأزمات وصراع البقاء
عاشت مدينة جيجل لحظات من الفخر والاعتزاز بعد تحقيق فريقها التاريخي، شبيبة جيجل، حلم الصعود إلى القسم الثاني بعد غياب دام 37 عامًا. كانت هذه اللحظات مليئة بالأمل والطموح لمستقبل مشرق للفريق الذي طالما كان رمزًا للوحدة والانتماء بين سكان المدينة. لكن، كما هو الحال في كثير من الأحيان، تأتي الإنجازات الكبيرة مع تحديات ضخمة، حيث يواجه الفريق اليوم أزمة تهدد استمراريته، وسط ضغوط مالية وصراعات داخلية.
أزمات تعصف بالنادي بعد الصعود
رغم الأجواء الاحتفالية التي رافقت صعود شبيبة جيجل إلى القسم الثاني، إلا أن هذه الفرحة سرعان ما تلاشت أمام التحديات الواقعية التي بدأت تلوح في الأفق. النادي الذي أحرز هذا الإنجاز بفضل جهود رئيسه خليفة بن قعود، الذي ضحى بالكثير من وقته وموارده لضمان وصول الفريق إلى هذه المرحلة، يواجه الآن أزمة مالية خانقة. فبعدما ضخ 30 مليار سنتيم لدعم الفريق وتحقيق الصعود، بات النادي في حاجة ماسة إلى 15 مليار سنتيم أخرى لضمان استمراره في المنافسة بالقسم الثاني. ومع غياب الدعم من السلطات المحلية، تبدو الأمور أكثر تعقيدًا.
التجميد المالي والجمود الإداري
إلى جانب الأزمة المالية، يعاني النادي من مشكلة تجميد رصيده المالي، مما يعوق قدرته على الوفاء بالالتزامات المالية الضرورية. هذا الوضع يزيد من صعوبة استقرار الفريق ويضع مستقبله على المحك. وفي خضم هذه التحديات، لم يتقدم أي مرشح لتولي رئاسة النادي خلال الجمعية العامة الأخيرة، مما زاد من حالة الغموض التي تحيط بمستقبل النادي.
خليفة بن قعود: قائد في مواجهة العواصف
منذ توليه رئاسة شبيبة جيجل، أثبت خليفة بن قعود أنه رجل قادر على مواجهة الأزمات والتحديات. ورغم الضغوطات المالية والإدارية، نجح بن قعود في قيادة الفريق إلى الصعود، لكن هذه النجاحات لم تكن كافية لإيقاف الحملة الشرسة التي تستهدف سمعته. عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعرض بن قعود لهجمات متواصلة تشكك في قدرته على إدارة النادي وتتهمه بسوء التصرف في الموارد المالية. هذه الحملة لم تقتصر على شخصه فقط، بل شملت أيضًا المسير كريم كماش، الذي كان يدير الأمور الإدارية للفريق بجد واجتهاد، بعيدًا عن الأضواء.
الحقيقة المغيبة: كشف المغالطات
في خضم هذه الحملة المسعورة الممنهجة التي تقودها أقلام مأجورةً وعلى رأسها شيخ هرم تجاوز من العمر عتيا عمل سابقا كمراسل جريدة، مسبوق قضائي نشر معلومات مغلوطة حول الوضع المالي للنادي. وتحدث عن نفقات مبالغ فيها وأرقام غير واقعية، مما أثار قلق الجماهير وزعزع الثقة في القيادة الإدارية. ومع ذلك، يجدر التنويه بأن الأرقام التي تم تداولها كجزء من ميزانية الفريق، هي في الواقع موزعة على فترات زمنية محددة ومعتمدة من قبل الجهات المعنية.
دور الجماهير في دعم الفريق
في ظل هذه الظروف، من المهم أن تتحلى جماهير شبيبة جيجل بالوعي والحكمة، وألا تنجرف خلف الشائعات التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة. على الجماهير أن تدرك أن نشر المعلومات المغلوطة قد يضر بالفريق أكثر مما يساعده. لذا، يجب التروي والتحقق من المعلومات قبل تصديقها أو نشرها، والتفكير جيدًا في الأثر الذي قد تتركه مثل هذه الشائعات على الفريق.
الدعوة للوحدة والتضامن
إن فريق شبيبة جيجل يمثل رمزًا لوحدة المدينة وقيم الانتماء التي يجسدها. في هذه الأوقات العصيبة، يجب على الجميع – من الجماهير إلى المسؤولين والإداريين – أن يقفوا صفًا واحدًا لدعم الفريق. الوحدة هي السلاح الأقوى في مواجهة الأزمات، وأي محاولة للنيل من النادي هي في الحقيقة محاولة للنيل من كل فرد يرتبط به.
في الختام، من الضروري أن يتجاوز فريق شبيبة جيجل هذه المرحلة الصعبة من خلال التضامن والتكاتف بين جميع الأطراف. لا بد من دعم القيادة الحالية، بقيادة خليفة بن قعود وكريم كماش، ومساندتها في مواجهة التحديات الكبيرة التي تهدد مستقبل الفريق. إن نجاح شبيبة جيجل هو نجاح للمدينة بأكملها، وأي انتكاسة تصيب الفريق ستؤثر على جميع محبيه ومشجعيه.
لنرفع جميعًا شعار “الفريق أولاً”، ونعمل معًا على حماية هذا النادي العريق من أي تهديد قد يعصف باستقراره. بالتكاتف والوحدة، يمكن لشبيبة جيجل أن تتخطى كل الأزمات وتعود بقوة لتكون منارة للنجاح والتميز في عالم كرة القدم.