داء الكلب في شرق الجزائر: وفاة في ميلة و 2 في سطيف

الجزائر – خاص
عاد داء الكلب ليضرب بقوة شرق الجزائر، ناشرًا الذعر بين السكان، بعدما تسبب في وفاة ثلاثة أشخاص خلال ساعات، ما دفع السلطات الصحية إلى إعلان حالة استنفار عاجلة لمواجهة الوضع واحتواء انتشار الفيروس.
ووفقًا لمصادر طبية محلية، فقد شهدت بلدية قنزات بولاية سطيف (268 كيلومترًا شرق العاصمة) حادثًا مأساويًا، بعدما هاجم كلب شارد مجموعة من المواطنين، مخلفًا 11 مصابًا، توفي اثنان منهم يوم السبت، رغم محاولات إسعافهما في مستشفى المنطقة.
وفي حادثة منفصلة، لقي شاب يبلغ من العمر 18 عامًا حتفه في ولاية ميلة (383 كيلومترًا شرق الجزائر العاصمة)، بعدما تعرض لخدوش من قطة شاردة أحضرها إلى منزله بغرض تربيتها. وبعد تدهور حالته الصحية، لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى “الأخوة طوبال”، رغم تلقيه إسعافات أولية.
هذه التطورات المتسارعة أعادت إلى الأذهان حادثة سابقة شهدتها بلدية براقي بالعاصمة، حينما أثار كلب مصاب بداء الكلب هلعًا واسعًا بعد مهاجمته عددًا من السكان، ما دفع السلطات إلى إصدار بيان تحذيري، ومنع الأطفال من مغادرة منازلهم مؤقتًا حتى السيطرة على الموقف.
في ظل هذا التصاعد، أكدت وزارة الصحة الجزائرية أنها تتابع الوضع عن كثب، حيث صرحت سامية حمادي، مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة، أن البلاد “قطعت خطوات كبيرة نحو القضاء على داء الكلب، وتسعى إلى بلوغ صفر إصابة في أفق 2030”، مؤكدة أن “مكافحة هذا الداء تشكل أولوية صحية وطنية”.
وأضافت حمادي أن الاستراتيجية الوطنية ترتكز على “التوعية، والمراقبة الصارمة، والتلقيح الواسع، بالإضافة إلى التنسيق بين القطاعات المختلفة مثل الفلاحة، والتعليم، والشؤون الدينية”، معتبرة أن المعركة ضد داء الكلب لا تقتصر على الجانب الطبي فقط، بل تتطلب تضافرًا مجتمعيًا شاملًا.
داء الكلب هو مرض فيروسي قاتل ينتقل عادة من لعاب الحيوانات المصابة من خلال العض أو الخدش، ويعد من أخطر الأمراض الحيوانية التي تهدد الصحة البشرية في حال عدم تلقي العلاج الفوري.
ويُتوقع أن تعزز السلطات الجزائرية حملات تلقيح الكلاب والقطط، إلى جانب توعية المواطنين بخطورة الاحتكاك بالحيوانات الضالة، خصوصًا في المناطق الريفية وشبه الحضرية.
المصادر: قناة العربية – alarabiya.net و جريدة الخبر