من صعود التاريخ إلى أزمة الواقع: مستقبل شبيبة جيجل تحت المجهر
لغز شبيبة جيجل: رئيس يصرف 30 مليار وفريق يحقق صعودًا تاريخيًا
في أروقة نادي شبيبة جيجل، يعم الغموض ويزداد القلق حول مستقبل الفريق. بعد صعود تاريخي طال انتظاره لمدة 37 عامًا، نجد الفريق اليوم يواجه تحديات جسيمة تقف في طريق استمراريته وتحقيقه لطموحاته في القسم الثاني. هذا الوضع دفع الكثيرين للتساؤل: ما الذي يحدث في بيت “النمرة”؟
قصة رئيس شبيبة جيجل
رئيس النادي خليفة بن قعود، الذي صرف ما يقارب 30 مليار سنتيم خلال أربع سنوات، قدم الكثير من التضحيات لتحقيق حلم الصعود. استثمر الرجل ليس فقط من ماله الخاص بل أيضاً من وقته وجهده، مدفوعًا بحب كبير للنادي ورغبة صادقة في رؤية فريقه يحقق النجاحات. لكنه اليوم يرفض الترشح بعد انتهاء عهدته، ويطالب بضمانات من الوالي والسلطات لتقديم الدعم اللازم. الفريق يحتاج إلى 15 مليار دينار لضمان البقاء في القسم الثاني، ناهيك عن الأعباء الإضافية لتحقيق طموحات الصعود.
غياب الدعم المعنوي والتكريم
رغم الإنجاز الكبير الذي حققه الفريق، إلا أنه لم يحظَ بالدعم المعنوي المتوقع من السلطات المحلية. لم تُقدّم بلدية جيجل ولا سلطات الولاية ولا مديرية الشبيبة والرياضة أي دعوة أو حفل تكريمي للفريق. هذا الغياب التام يثير تساؤلات عديدة حول مدى تقدير الجهات المعنية للإنجازات الرياضية، خاصة في ظل تحقيق الفريق لصعود طال انتظاره لعقود.
ملف الرصيد المجمد والمشاكل المالية
أحد أكبر التحديات التي يواجهها الفريق هو ملف الرصيد المجمد، الذي يعاني منه النادي منذ سنوات طويلة. هذا الوضع المالي الشائك جعل من الصعب على النادي تأمين الموارد اللازمة لتلبية احتياجاته الأساسية والاستمرار في المنافسة. وعلى الرغم من مرور حوالي 15 يومًا على انعقاد الجمعية العامة، لم يظهر أي مترشح لرئاسة النادي، مما يفاقم الوضع ويزيد من حالة القلق بين المشجعين والإدارة.
تصريحات الرئيس السابق
الرئيس السابق، الذي قاد الفريق لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي، أعرب عن استعداده للترشح لعهدة جديدة بشرط توفر الدعم المادي والمعنوي ومرافقة الفريق فعليًا. لكنه في الوقت نفسه يواجه ضغوطًا كبيرة، حيث يلعب الوقت دورًا حاسمًا في تحديد مستقبل الفريق. السلطات المحلية تبدو وكأنها تلعب دور المتفرج، بينما المناصرون يراقبون وينتظرون بفارغ الصبر.
دور السلطات المحلية وأهمية التحرك السريع
من الواضح أن الحل يبقى في يد والي ولاية جيجل، الذي عليه تلبية المطالب المشروعة للجماهير والرئيس. معالجة مشكلة الرصيد المجمد وتوفير الدعم المادي الكافي هي أمور أساسية لضمان استمرارية الفريق وتحقيق طموحاته. الوالي والسلطات المحلية مطالبون بالتحرك بسرعة، فالطموحات كبيرة والواقع قد يعصف بكل شيء إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب.
الخاتمة
شبيبة جيجل فريق له تاريخ عريق وجماهير وفية، لكن التحديات التي يواجهها اليوم تتطلب تحركًا جادًا من جميع الأطراف المعنية. الحلول ممكنة، والطموحات كبيرة، لكن يبقى السؤال: هل ستتحرك السلطات بسرعة كافية لإنقاذ الفريق وضمان استمراريته في المنافسة؟ المشجعون يأملون في أن يجدوا الإجابة قريبًا، لأن الوقت ليس في صالحهم.