“طوابير الموز… عندما يصبح الحصول على فاكهة مغامرة!”
في الجزائر، لا شيء يفاجئ المواطن بعد الآن. لقد تعوّد على ندرة المواد الأساسية، وارتفاع الأسعار الجنوني، وحتى على الاضطرار لخوض معارك يومية للحصول على أبسط حقوقه، لكن يبدو أن هذه المرة فاقت كل التوقعات: الموز أصبح حديث الساعة!
منذ الساعات الأولى من الصباح، تدافع المواطنون أمام أدا مول في الطاهير، وكأنهم في انتظار الدخول إلى حفل موسيقي لنجم عالمي، أو صفقة القرن التي ستغيّر مجرى حياتهم. السبب؟ كيلوغرام من الموز بسعر “تفضيلي” قدره 245 دينارًا! مشهد أقرب إلى فيلم درامي منه إلى سوق عادي.
مليونية “الموز” ومأساة المواطن!
الأمر لم يتوقف عند الطابور، بل اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي كما تجتاح العواصف الصحراوية البلاد. صفحات مليونية، ومنشورات لا تُعد ولا تُحصى، كلها تتحدث عن حدث واحد: الموز في أدا مول!
تعليقات المواطنين كانت مزيجًا من السخرية، الإحباط، والدهشة:
• “يا ربي وستر، وش راح نسمع غدوة إن شاء الله؟”
• “بها السعر جا يعيد ويروح… مثل الجاج لي جا فوطا وراح!”
• “وانا جاي من جيجل للطاهير باش نشري البنان والله يا خاوتي غير وصلنا لشي لمتكدبش!”
لا أحد يعلم إن كان الضحك هو الحل الوحيد، أم أن الأمر أصبح يتجاوز القدرة على الاستيعاب.
سوق بلا منطق… والموز يدخل قائمة “الأحلام”
قبل سنوات، كان الموز مجرد فاكهة كغيرها، متوفرة بكثرة وبأسعار معقولة، أما اليوم فقد أصبح امتلاكه دليلًا على “الرخاء الاقتصادي”، وأصبح سعره يحدد مزاج الأسواق، بل وربما حتى السياسات الاقتصادية!
سوق الجزائري أصبح مسرحًا للغرائب: اليوم الموز، غدًا الطماطم، وبعد غد قد نجد الطوابير على الخبز والماء! في ظل هذا الواقع، المواطن لا يملك إلا خيارين: إما أن “ينافس” في سباق التخفيضات، أو أن يعتمد على الحمية الإجبارية، حيث اللحوم والموز وكل ما هو “رفاهية” أصبح حلمًا بعيد المنال.
إلى متى؟
قد يظن البعض أن هذه الطوابير مجرد لحظة عابرة، لكنها في الحقيقة مؤشر واضح على أزمة أعمق بكثير، حيث أصبح الحصول على الغذاء مرتبطًا بالمضاربة والعروض الاستثنائية، وكأن المواطن في سباق مع الزمن للحصول على لقمة العيش.
في النهاية، يبقى السؤال المطروح: هل سيأتي يوم يصبح فيه الحصول على أساسيات الحياة دون طوابير خبرًا عاجلًا؟ أم أننا سنعيش لنرى عروضًا أخرى مثل: “كيلو بطاطا ب30 دينارًا… الكمية محدودة، أسرعوا قبل النفاد!”