سياسةوطنياً

الجزائر تمنع دبلوماسييها من السفر إلى فرنسا في تصعيد جديد للأزمة بين البلدين

الجزائر – 30 مارس 2025

في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، يوم 13 مارس الجاري، قرارًا يقضي بمنع دبلوماسييها وعائلاتهم من السفر إلى فرنسا، سواء لأغراض شخصية أو سياحية، حتى إشعار آخر. وشمل القرار أيضًا حظر العبور عبر المطارات الفرنسية، وفق ما كشفته صحيفة لوموند الفرنسية.

وأكدت الوزارة على “الطابع الإلزامي والصارم لهذه التوجيهات”، مشددةً على ضرورة تطبيقها بـ”دقة وحزم”، تحت طائلة العقوبات التأديبية لكل من يخالفها، وفق ما أوردته صحيفة لو ماتان دالجيري.

تصعيد متبادل وتأزم دبلوماسي

يأتي هذا القرار في سياق توتر دبلوماسي متزايد بين البلدين، حيث شهدت الأشهر الأخيرة سلسلة من الإجراءات المتبادلة التي زادت من حدة الخلافات. ففي منتصف فبراير الماضي، طالب وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، بضرورة تبني “نهج حازم” تجاه الجزائر، وذلك بعد رفض السلطات الجزائرية استقبال عدد من مواطنيها الذين صدرت بحقهم قرارات ترحيل من فرنسا.

وفي المقابل، ردت الجزائر برفض استقبال قائمة جديدة تضم حوالي 60 شخصًا كانت فرنسا تعتزم ترحيلهم. وفي تصعيد آخر، قررت باريس تعليق الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية الجزائرية، مما أثار استياء الجزائر ودفعها إلى اتخاذ إجراءات مضادة، كان آخرها منع دبلوماسييها من السفر إلى فرنسا.

قضية بوعلام صنصال تؤجج الأزمة

إلى جانب التوترات الدبلوماسية، زادت قضية الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال من تعقيد المشهد. فقد اعتُقل في الجزائر يوم 16 نوفمبر 2024، قبل أن تصدر بحقه محكمة جزائرية حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات في 27 مارس الجاري. وأثارت هذه القضية موجة استنكار واسعة في الأوساط السياسية والثقافية في فرنسا، مما عمّق الهوة بين البلدين.

تداعيات القرار الجزائري

يعد هذا الإجراء الجزائري ضربة أخرى للعلاقات الثنائية المتأزمة، إذ يعكس حجم التوتر بين باريس والجزائر، التي كانت على مدى عقود شريكًا استراتيجيًا لفرنسا في منطقة شمال إفريقيا. ومن المتوقع أن يؤثر القرار على طبيعة التعاون الدبلوماسي بين البلدين، لا سيما في ظل الملفات العالقة، مثل قضايا الهجرة، والتأشيرات، والمصالح الاقتصادية المشتركة.

وبينما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الفرنسي حتى الآن، يرى مراقبون أن هذا التصعيد قد يدفع باريس إلى اتخاذ إجراءات جديدة، مما قد يزيد من حدة الأزمة بين البلدين في الفترة المقبلة.

عن وسائل إعلام

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock