ثقافة

رحيل “ماما مسعودة”.. الجزائر تفقد أحد رموزها الفنية

وداعًا حمزة فغولي.. نجم الكوميديا الذي أضحك أجيالًا

فجعت الساحة الفنية الجزائرية اليوم بوفاة الفنان القدير حمزة فغولي، المعروف لدى الجمهور بشخصية “ماما مسعودة”، بعد مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لعقود. عن عمر ناهز 86 عامًا، أسلم الروح إلى بارئها بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا سيظل راسخًا في ذاكرة الجزائريين.

مسيرة فنية زاخرة بالإنجازات

وُلد الراحل حمزة فغولي في عام 1938 بمدينة تيارت، حيث نشأ في كنف عائلة متواضعة، لكنه سرعان ما وجد نفسه منجذبًا إلى عالم المسرح والتمثيل. كانت بداياته الفنية في المسرح الإذاعي، حيث برزت موهبته سريعًا بفضل أدائه المتقن وحضوره المميز.

غير أن نجمه سطع على نطاق واسع في السبعينيات والثمانينيات، حين قدم للجمهور شخصية “ماما مسعودة”، التي أصبحت رمزًا من رموز الدراما الكوميدية الجزائرية. جسّد من خلالها دور الأم الجزائرية بحنكتها وحكمتها وروحها المرحة، حيث شكّل ثنائيًا لا يُنسى مع الفنان الراحل رؤوف إيقاش، المعروف بشخصية “حديدوان”.

أعماله بين المسرح والتلفزيون والسينما

لم يقتصر إبداع فغولي على شخصية “ماما مسعودة”، بل تنوّعت أعماله بين المسرح، التلفزيون، والسينما، مقدمًا أعمالًا لا تزال محفورة في ذاكرة الجزائريين. من أبرز أعماله:

• دوره الشهير في فيلم “الطاكسي المخفي” (1989)، حيث أبدع في تجسيد شخصية “قويدر الزدام”، وهو الفيلم الذي تحول إلى أيقونة في السينما الجزائرية.

• مشاركته في عدة أعمال تلفزيونية مثل “شرف القبيلة”، “كيد الزمن”، “دار الجيران”، “قهوة ميمون”، حيث جسّد شخصيات متنوعة أثرت في المشاهد الجزائري.

• مسيرته الطويلة في المسرح، حيث كان أحد أبرز رواده، وقدم عروضًا جمعت بين الكوميديا والرسائل الاجتماعية العميقة.

تدهور حالته الصحية ورحيله

في الأشهر الأخيرة، تدهورت الحالة الصحية للفنان الراحل، حيث نُقل إلى مستشفى فرانس فانون بولاية البليدة. ووفقًا لعائلته، فقد كان يعاني من حالة صحية حرجة، ولم يعد قادرًا على التعرف على أفراد أسرته في أيامه الأخيرة.

صبيحة اليوم الجمعة 28 مارس 2025، أعلن عن وفاته، لتخسر الجزائر واحدًا من أعمدة الفن، ورمزًا من رموز الفكاهة والدراما الذين أدخلوا البهجة إلى قلوب الجزائريين لعقود طويلة.

نعي واسع وحزن في الوسط الفني

وفور إعلان خبر وفاته، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التعازي والمواساة من فنانين، إعلاميين، وجمهور واسع تأثر بفقدانه. وقد نعاه وزير الثقافة زهير بللو بكلمات مؤثرة، مشيدًا بإسهاماته الفنية وتأثيره العميق في الأجيال المتعاقبة.

كما أصدرت نقابة الفنانين الجزائريين بيانًا رسميًا أعربت فيه عن حزنها العميق لرحيل “ماما مسعودة”، واصفة إياه بـ”قامة فنية لن تتكرر”، مشيرة إلى أن أعماله ستظل منارة للأجيال القادمة.

وداعًا “ماما مسعودة”

سيُشيّع جثمان الفقيد بعد صلاة العصر اليوم، في مقبرة طريق عين قاسمة بتيارت، بحضور عائلته، أصدقائه، وعدد كبير من محبيه الذين سيتوافدون لإلقاء النظرة الأخيرة على من كان لهم مصدرًا للفرح والضحك.

رحل حمزة فغولي، لكن شخصيته “ماما مسعودة” ستبقى خالدة في قلوب الجزائريين، كرمز للفن الأصيل الذي استطاع أن يعبّر عن روح المجتمع الجزائري بصدق وعفوية.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock