أخبار جيجلوطنياً

كارثة متواصلة في شواطئ ولاية جيجل: انتشال أربع جثث لحراقة خلال يومين

شهدت ولاية جيجل على مدار يومي الأحد 19 والاثنين 20 جانفي سلسلة من الحوادث المأساوية التي تمثلت في انتشال أربع جثث لحراقة مجهولة الهوية من شواطئ مختلفة في الولاية. هذه الحوادث تعكس الجانب المظلم لمحاولات الهجرة غير الشرعية عبر البحر، وتدق ناقوس الخطر حول تزايد هذه الظاهرة التي تحصد الأرواح.

التفاصيل الكاملة للحوادث

الأحد 19 جانفي: انتشال جثتين في يوم واحد

في الساعات الأولى من صباح الأحد، تدخلت فرق الحماية المدنية التابعة لوحدة زيامة منصورية لانتشال جثة من شاطئ الولجة. وأوضحت المصالح المعنية أن الجثة تعود لرجل مجهول الهوية، وُجدت في حالة متعفنة، مما يشير إلى بقائها في البحر لفترة طويلة. بعد اتخاذ الإجراءات القانونية، تم نقل الجثة إلى المركز الصحي المحلي.

في نفس اليوم، عند الساعة 14:35، تدخلت إسعافات وحدة أولاد صالح لانتشال جثة أخرى وُجدت على شاطئ البرج بتاسوست، بلدية الأمير عبد القادر، دائرة الطاهير. الجثة كانت أيضًا لرجل مجهول الهوية وفي حالة متقدمة من التعفن. وتم نقلها إلى مستشفى “مجدوب السعيد” بالطاهير بعد إنهاء الإجراءات اللازمة.

الاثنين 20 جانفي: يوم مأساوي آخر

استمرت الحوادث المأساوية يوم الاثنين، حيث تدخلت فرق الحماية المدنية في مناسبتين مختلفتين:

عند الساعة 12:30: تلقت وحدة الحماية المدنية في العوانة بلاغًا عن جثة وُجدت في عرض البحر قرب شاطئ صخري. عند وصول الفريق، تم انتشال الجثة التي تبين أنها تعود لأنثى مجهولة الهوية، وكانت في حالة تعفن شديدة.

عند الساعة 16:20: تدخلت وحدة الغطس التابعة للحماية المدنية البحرية في جن جن لانتشال جثة أخرى من شاطئ تاسوست ببلدية الأمير عبد القادر. الجثة الثانية التي انتُشلت في نفس اليوم تعود أيضًا لأنثى، وكانت في حالة تعفن متقدمة.

ظاهرة الحراقة: بين الحلم والمأساة

تؤكد المعلومات المتوفرة أن الجثث المنتشلة تعود لحراقة حاولوا الهجرة بطريقة غير شرعية عبر البحر. يعكس هذا الوضع المأساوي المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها هؤلاء الأشخاص، الذين يغامرون بحياتهم بحثًا عن مستقبل أفضل.

الظروف القاسية التي يواجهها المهاجرون في عرض البحر، من تقلبات الطقس وافتقارهم لمعدات الأمان، تجعل من رحلتهم محفوفة بالمخاطر. والأدهى أن نهاية العديد من هذه الرحلات تكون مآساوية، كما شهدنا في هذه الحوادث.

نداء للتحرك العاجل

باتت ظاهرة الحراقة تحديًا إنسانيًا وأمنيًا يتطلب تدخلًا فوريًا من السلطات المعنية. يجب تكثيف جهود التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وتعزيز الرقابة على الشواطئ والموانئ. بالإضافة إلى ذلك، يتوجب معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الشباب للارتماء في أحضان المجهول، بما في ذلك البطالة وانعدام الفرص الاقتصادية.

إن هذه الحوادث المؤلمة هي تذكير صارخ بأن البحث عن “الحلم الأوروبي” قد يتحول إلى كابوس ينتهي في أعماق البحر. على المجتمع والدولة العمل معًا لخلق فرص حياة كريمة تحفظ الأرواح وتحد من هذه الظاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!