دولياًسياسة

القبض على نعمان بوعلام تمهيدًا لترحيله: أزمة هجرة ودبلوماسية بين فرنسا والجزائر

اليوم 20 مارس 2025، تم القبض على نعمان بوعلام، المؤثر الجزائري المعروف بـ دوالمين، في منزله بمدينة مونبلييه تمهيدًا لترحيله إلى الجزائر. ووفقًا للمصادر الأمنية، تم اتخاذ هذه الخطوة بعد قرار من اللجنة المختصة بالترحيل (Comex) في هيرولت، التي كانت قد وافقت في 12 مارس على طلب السلطات الفرنسية بترحيله بعد اتهامه بالتحريض على العنف.

الخلفية القانونية والتهم الموجهة إلى بوعلام

تعود القضية إلى بداية جانفي 2025، عندما نشر بوعلام، الذي يتابعه نحو 138,000 شخص على منصة تيك توك، فيديو دعا فيه إلى “تصحيح شديد” ضد معارض للنظام الجزائري. هذه التصريحات، التي تم تفسيرها على أنها تحريضية، أسفرت عن محاكمة في 6 مارس 2025، حيث تم إدانته بالحبس لمدة خمسة أشهر مع إيقاف التنفيذ بتهمة “التحريض على ارتكاب جريمة أو جناية دون أن يتم تنفيذ ذلك”.

نتيجة لهذه التهمة، تم سحب تصريح إقامته في فرنسا، وتم إصدار أمر بإبعاده في 9 جانفي 2025. ولكن عندما وصل إلى الجزائر، رفضت السلطات الجزائرية استقباله وأعادته إلى فرنسا، ما تسبب في أزمة دبلوماسية بين باريس والجزائر.

القرار الفرنسي والإجراءات القانونية

بعد فشل عملية ترحيله في جانفي، قررت اللجنة المختصة بالترحيل (Comex) في 12 مارس إصدار قرار جديد بالترحيل. وحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، تم إبلاغ بوعلام صباح 20 مارس 2025 من قبل الشرطة عند الساعة 7 صباحًا أثناء تواجده في منزله العائلي في مونبلييه. ثم تم نقله إلى باريس حيث تم احتجازه في مركز احتجاز إداري تمهيدًا لترحيله.

الاحتجاجات القانونية على القرار

أثار القرار موجة من الاحتجاجات بين محامي بوعلام، الذين اعتبروا أن هذه الإجراءات “مبالغ فيها”. وأوضح المحامي جان-باتيست موسيه أن “استخدام عشر ضباط شرطة، بما في ذلك البعض الذين كانوا يرتدون أقنعة، للاحتجاز في هذا السياق غير مبرر”. كما أضاف أن السلطات الفرنسية تتعجل في تنفيذ الترحيل لعرقلة الإجراءات القانونية التي قد يتم اتخاذها، مشيرًا إلى أن فريق الدفاع يستعد للطعن في قرار الترحيل أمام محكمة باريس الإدارية.

التأثير الدبلوماسي والتوترات بين فرنسا والجزائر

تعد هذه القضية جزءًا من التوترات المستمرة بين فرنسا و الجزائر، التي تعود إلى عدة عوامل مثل الهجرة وحقوق الإنسان، وكذلك قضية الصحراء الغربية. الأزمة بين البلدين تصاعدت منذ جانفي 2025 بعد رفض الجزائر استقبال بوعلام، مما فاقم العلاقات بين الدولتين.

القرار الفرنسي الأخير بشأن بوعلام يأتي في وقت حساس للغاية، حيث يشهد المجال الهجرة والعلاقات الثنائية بين البلدين تقلبات كبيرة. الجزائر، التي انتقدت مرارًا سياسة فرنسا في التعامل مع المهاجرين الجزائريين، ترى أن هذه الإجراءات تؤثر بشكل سلبي على سيادتها.

الخلاصة

إن عملية الترحيل القسري لـ نعمان بوعلام من فرنسا إلى الجزائر تبرز التوترات المستمرة بين فرنسا والجزائر في مجال الهجرة والسياسة الدبلوماسية. رغم أن القانون الفرنسي يسمح بمثل هذه الإجراءات في حالات معينة، فإن القضية قد تصبح نقطة خلاف جديدة في العلاقات بين البلدين، التي تظل متأثرة بالعديد من القضايا السياسية والاجتماعية.

عن وسائل إعلام فرنسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!