ثقافة

نورة بن ناصر تنتقد إدراج زكروط وسنكوشي في الأعمال الرمضانية: “ما يدخلوا للعائلات الجزائرية!

في تصريحات أثارت الجدل في الأوساط الإعلامية والفنية الجزائرية، عبرت الفنانة الجزائرية الشهيرة نورة بن ناصر عن استيائها الشديد من اختيار بعض مشاهير السوشيال ميديا، مثل زكروط وسنكوشي، للظهور في الأعمال الرمضانية التي تبثها القنوات الجزائرية. تصريحاتها جاءت في سياق حديثها في برنامج رمضاني، حيث أبدت انزعاجها من التوجهات الفنية الحالية التي تسعى إلى جذب الجمهور على حساب نوعية المحتوى الفني المقدم.

تفاجأت من اختيارهم للأدوار الرمضانية

أثناء حضورها في أحد البرامج الرمضانية، أشارت نورة بن ناصر إلى أنها تفاجأت بشدة من إدراج هؤلاء الأشخاص في الأعمال الرمضانية، خاصة في السيتكومات، قائلةً:

“تفاجأت في وحد لي سيتكوم داروهم صبت… ناس جايبينهم ما نعرف نقدر نسمي ولا هذاك زكروط و الـ سنكوشي.”

وأوضحت نورة أنها لا تفهم سبب اختيارات هؤلاء “المؤثرين” الذين حققوا شهرة كبيرة على منصات السوشيال ميديا عبر مقاطع تم تصويرها خصيصًا لجذب الانتباه، معتبرة أن هذه الأعمال لا تمثل المستوى الذي يجب أن يعكسه الفن الجزائري.

انتقاد للمحتوى الفني السطحي

وفيما يتعلق بمحتوى هذه الأعمال الرمضانية، لم تتوانَ نورة في توجيه انتقاد حاد لهذا النوع من الفن، حيث أكدت أن العديد من الأعمال لا تُقدّم محتوى هادفًا بل تقتصر على “المتعة السطحية” التي لا تلامس القيم الثقافية والفنية التي طالما كانت سمة الفن الجزائري. وقالت:

“لي كوميديان خلاص خلاصو من الدزاير… هاذوك خليهم يبقاو في التيك توك.”

وأشارت إلى أن تلك الأعمال لا تليق بمستوى الجمهور الجزائري الذي اعتاد على الفن الذي يحمل قيمة ثقافية، اجتماعية أو تربوية.

دعوها للحفاظ على القيم العائلية

وبالإضافة إلى انتقادها للمحتوى الفني، أعربت نورة بن ناصر عن قلقها الشديد من التأثير السلبي لهذه الأعمال على العائلات الجزائرية. ففي رأيها، فإن إدخال أشخاص ذوي شهرة سطحية في المسلسلات والبرامج الرمضانية قد يساهم في نشر محتوى غير لائق لا يراعي خصوصية العائلات، وقالت:

“بالنسبة لي هذاك خليه كان في تيك توك يبقا تما، أنا نحترم الناس نحترم أي إنسان، بص ما تدخلوش للعائلات الجزائرية”

وخلصت نورة إلى أن المجتمع الجزائري يستحق محتوى فنيًا يعكس تقاليده وقيمه، بعيدًا عن التأثيرات السطحية والمحتوى الذي يعتمد على إثارة الجدل لجذب المشاهدين.

موقف نورة يحظى بتفاعل واسع

لم تكن تصريحات نورة بن ناصر مجرد حديث عابر، بل أثارت تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي. حيث عبر العديد من رواد مواقع التواصل عن تأييدهم لموقفها، مؤكدين أن الفن يجب أن يحمل رسالة ثقافية، وألا يكون وسيلة للربح السريع من خلال التسلية السطحية. كما دعا البعض إلى ضرورة انتقاء الأعمال الفنية بعناية، خاصة في شهر رمضان، الذي يُعتبر وقتًا خاصًا للعائلات الجزائرية.

ختامًا: بين الفن والتسويق الرقمي

تأتي تصريحات نورة بن ناصر في وقت تشهد فيه الساحة الفنية الجزائرية تحولًا كبيرًا في طريقة تقديم المحتوى، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي هي المحرك الرئيسي للعديد من الأعمال الفنية. لكن هذه التوجهات تثير تساؤلات عديدة حول مصير الفن الجزائري، وهل سيظل محافظًا على هويته الثقافية أم أنه سيتجه نحو تقديم محتوى يُركز على جلب المشاهدات بغض النظر عن جودة الرسالة؟

إنّ الجدل الذي أثارته نورة يعكس الانقسام القائم بين الفن الهادف والتسويق الرقمي الذي يعتمد على الصخب والضجيج، مما يستدعي وقفة جادة من القائمين على صناعة الإعلام والفن في الجزائر للحفاظ على محتوى يتماشى مع القيم الاجتماعية والثقافية في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!