دولياً

إريك زمور يهاجم الجزائر: “طغاة بلا شرف” ويطالب بقطع العلاقات نهائيًا!

في مقابلة حديثة على قناة BFM TV، واصل السياسي الفرنسي اليميني المتطرف إريك زمور هجومه الاستفزازي على الجزائر، مطلقًا تصريحات عدائية تعكس نزعة استعمارية متطرفة، ومجددًا خطاباته التحريضية التي تقوم على تزوير التاريخ وتأجيج الكراهية.

دفاع عن بوعلام صنصال وهجوم على الجزائر

استهل زمور حديثه بإدانة الحكم بالسجن على الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، معتبرًا أن ذلك “عار” على النظام الجزائري، مشبهًا الوضع بما كان يقوله الجنرال ديغول: “لا يمكن سجن فولتير”، في إشارة إلى أن صنصال يمثل حرية الفكر مثل فولتير. وأضاف أن النظام الجزائري لا يفهم إلا منطق القوة، داعيًا إلى فرض عقوبات قاسية تشمل تجميد الأصول وفرض قيود على تأشيرات المسؤولين الجزائريين.

مغالطات تاريخية: من المستفيد من الاستعمار؟

وكعادته، لم يفوّت زمور الفرصة لإعادة طرح مزاعمه الاستعمارية المضللة بشأن الجزائر. فادّعى أن فرنسا لم تخسر حرب الجزائر، متجاهلًا نضال الشعب الجزائري ضد الاحتلال. ولم يكتفِ بذلك، بل تطاول على التاريخ حين وصف الجزائر قبل الاستعمار بأنها “مستنقع من الفقر والأمراض”، في محاولة يائسة لتبرير جرائم الاستعمار الفرنسي بادعاء أنه جلب “الحضارة” لهذا البلد.

تحريض على الجالية الجزائرية في فرنسا

وفي تصريح يعكس أطروحاته المعروفة حول الهجرة، قال زمور إن الجزائر زرعت في شعبها كراهية فرنسا، وإن ذلك انعكس على المهاجرين الجزائريين في فرنسا، الذين – حسب زعمه – يبررون “السرقة والاستفادة من المساعدات الاجتماعية” كتعويض عن الاستعمار. كما ذهب إلى حد ربط الجريمة في فرنسا بالمهاجرين الجزائريين، متحدثًا عن “فرانكوسيد” (أي إبادة الفرنسيين)، في إشارة إلى بعض الجرائم التي ارتكبها مهاجرون.

دعوة إلى “طلاق كامل” بين فرنسا والجزائر

وفي موقف أكثر تطرفًا، دعا زمور إلى قطع العلاقات تمامًا مع الجزائر، ووقف أي اتفاقيات معها، بما في ذلك وقف استيراد الغاز الجزائري وإلغاء اتفاقية 1968 التي تمنح امتيازات للمهاجرين الجزائريين في فرنسا. وأكد أن فرنسا يجب أن تتعامل مع الجزائر بسياسة جديدة تقوم على الحزم لا المهادنة.

تصريحات تزيد التوتر

تصريحات زمور ليست جديدة، لكنها تأتي في سياق توتر دبلوماسي بين فرنسا والجزائر، مما يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين. مواقفه التي تمجد الاستعمار وتنتقد الجزائر بشدة تثير ردود فعل غاضبة، سواء في الجزائر أو داخل فرنسا، حيث تُتهم بأنها تحرض على الكراهية وتعيد إنتاج سرديات استعمارية قديمة.

ختامًا

تصريحات زمور الأخيرة حول الجزائر تؤكد مجددًا مواقفه الاستفزازية التي تثير الجدل داخل المشهد السياسي الفرنسي. وبينما يواصل استغلال القضايا المرتبطة بالهجرة والاستعمار لكسب جمهور اليمين المتطرف، يظل السؤال المطروح: إلى أي مدى يمكن أن تؤثر تصريحاته على العلاقات الفرنسية الجزائرية وعلى الجالية الجزائرية في فرنسا؟

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!