رياضة

إلى من يحاولون تقزيم جيجل: حساباتكم خاطئة والتاريخ لا يُزوَّر!

حق الرد / بقلم نسيم درباك

يبدو أن بعض جماهير الأندية العاصمية، التي اعتادت على الخطابات الإقصائية، لم تجد سوى العمليات الحسابية السطحية في محاولاتها البائسة للنيل من جيجل وأبنائها. رفع لافتات مثل “1+9+6+2=18” أو “16.5×18=297 km” في الملاعب لا يُغيّر شيئًا من الحقائق التاريخية، بل يكشف فقط عن جهل أصحابها بتاريخ الجزائر الحقيقي.

جيجل ليست رقمًا، بل هوية وتاريخ!

يردد البعض رقم 18 في إشارة إلى ولاية جيجل، وكأنهم يريدون عزلها عن النسيج الوطني، متناسين أن هذه الولاية لم تكن يومًا هامشية أو بعيدة عن قلب الجزائر. بل على العكس، جيجل كانت وستظل جزءًا أساسيًا من تاريخ هذا الوطن، سواء في المقاومة أو في بناء الدولة الجزائرية الحديثة.

جيجل لم تكن مجرد ولاية على الخريطة، بل كانت دائمًا في قلب الأحداث:

• في الحقبة الاستعمارية، كانت جيجل واحدة من قلاع المقاومة، وشهدت ميلاد العديد من الأبطال الذين دافعوا عن الجزائر، سواء في الريف أو في العاصمة.

• في حرب التحرير، كان للجواجلة دورٌ أساسي، ولم يكن استشهادهم محصورًا داخل حدود ولايتهم، بل امتد إلى العاصمة وكل أرجاء الوطن.

• في المجتمع العاصمي، لم يكن الجواجلة غرباء أبدًا، بل كانوا جزءًا من النسيج الاجتماعي للعاصمة منذ قرون، ولهم أحياء معروفة مثل باب الجديد، رودشار، وباب الواد.

جيجل والعاصمة: جذور ضاربة في التاريخ

ليس سرًّا أن الجواجلة كانوا جزءًا من النسيج الاجتماعي للعاصمة منذ قرون. لنأخذ أمثلة بسيطة فقط:

• عمر حمادي (بولوغين) سُمّي على رجل من أصل جيجلي.

• زنقة سيدي عبد الله، اسمها مستوحى من شخصية جيجلية.

• أحياء مثل رودشار، باب الواد، باب الجديد كانت تضم أعدادًا كبيرة من الجواجلة.

من قاوم الاستعمار؟ من قدم الشهداء؟

عندما نتحدث عن الجهاد، لا يمكن تجاهل دور الجواجلة في مقاومة الاحتلال الفرنسي، سواء في القصبة أو في أنحاء الجزائر. هل تعلمون أن القنابل التي كانت تُستخدم في المقاومة صُنعت في بيت جيجلي؟ هل تعلمون أن أسماء مثل جميلة بوحيرد، بوطمين، وبوقادوم كلهم من أصول جيجلية؟ هل تدرون أن أبناء القصبة من الجواجلة سقطوا شهداء من أجل الجزائر؟

حتى في كرة القدم… الجواجلة حاضرون بقوة!

إذا كانت كرة القدم جزءًا من هذا السجال، فلنذكّركم أن:

• الهداف التاريخي لمولودية الجزائر، بوسري، من أصل جيجلي.

الرئيس الذي قاد المولودية لتحقيق الثلاثية كان جيجليًا أيضًا.

العنصرية ليست منا، لكننا لا نصمت عن الحق!

محاولات الإقصاء… سلوك العنصريين!

أن تحاول فئة من الجماهير العاصمية اليوم ترسيخ خطاب إقصائي تجاه الجواجلة، فهذا يعكس أزمة هوية يعيشها البعض ممن يحاولون تزييف التاريخ. فهم ينسون أو يتناسون أن العاصمة الجزائرية لم تكن في يوم من الأيام ملكًا لأحد، بل كانت وما تزال موطنًا لجميع الجزائريين، بمن فيهم الجواجلة الذين سكنوا فيها قبل أن تطأها أقدام من يحاولون اليوم احتكارها لأنفسهم.

والأدهى من ذلك، أنهم عندما فشلوا في إثبات تفوقهم بالألقاب أو بالإنجازات، لجأوا إلى الرياضيات السطحية لمحاولة استفزاز ولاية كاملة! لكن ليعلموا أن المسافات الجغرافية لا تعني شيئًا أمام عمق الانتماء والتاريخ المشترك.

رسالة أخيرة: جيجل أكبر من أحقادكم!

لافتاتكم في المدرجات لن تغير الحقائق، وجيجل ستظل شامخة بتاريخها وأبنائها، سواء في العاصمة أو في أي مكان آخر في الجزائر. فإن كنتم تعتبرون 18 مجرد رقم، فنحن نعتبرها رمزًا للعزة، للنضال، وللأصالة التي لا تتأثر بصراخ الملاعب ولا بحساباتكم المغلوطة!

فابحثوا عن أصلكم أولًا… قبل أن تتحدثوا عن غيركم!

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!