دولياً

تصاعد التوتر الدبلوماسي بين بلجيكا ورواندا: طرد متبادل للدبلوماسيين

بروكسل – كيغالي | 17 مارس 2025

شهدت العلاقات الدبلوماسية بين بلجيكا ورواندا تصعيدًا حادًا بعد أن أعلنت وزارة الخارجية البلجيكية أن دبلوماسيي رواندا في بروكسل باتوا “أشخاصًا غير مرغوب فيهم”، مطالبة إياهم بمغادرة البلاد على الفور.

وفي رد فعل سريع، أصدرت وزارة الخارجية الرواندية بيانًا رسميًا يطالب جميع الدبلوماسيين البلجيكيين بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة، في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين البلدين.

خلفيات التوتر

يأتي هذا التصعيد على خلفية الأزمة المتفاقمة في منطقة البحيرات الكبرى، حيث تتهم بلجيكا الحكومة الرواندية بلعب دور في النزاع الدائر شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، عبر دعمها لمتمردي حركة “إم 23”. في المقابل، تتهم رواندا بلجيكا بدعم الحكومة الكونغولية وتوفير غطاء دبلوماسي لتحركاتها ضد كيغالي.

في فبراير الماضي، قررت رواندا تعليق المساعدات التنموية التي كانت تتلقاها من بلجيكا، معتبرة أن بروكسل لم تعد شريكًا موثوقًا. كما سبق لبلجيكا أن رفضت، في عام 2023، اعتماد فنسنت كاريغا، الذي اختارته كيغالي سفيرًا لها في بروكسل، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا على برود العلاقات بين البلدين.

انعكاسات التصعيد

يطرح هذا التصعيد مخاوف من تأثيره على الاستقرار الإقليمي، لا سيما في ظل تعقّد الأوضاع الأمنية في شرق الكونغو الديمقراطية. كما قد يؤثر القرار على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث لا تزال بلجيكا شريكًا تجاريًا مهمًا لرواندا رغم التوترات السياسية المستمرة.

ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هناك جهود وساطة لحل الأزمة أم أن البلدين يتجهان نحو قطيعة دبلوماسية كاملة. ويرى محللون أن هذا التوتر قد يدفع الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم علاقاته مع كيغالي، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بشأن التدخلات في شؤون الكونغو الديمقراطية.

خاتمة

بينما تتسارع الأحداث بين بروكسل وكيغالي، تبقى الأنظار متجهة نحو تداعيات هذا التصعيد على المنطقة، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية للحوار وتجنب التصعيد الذي قد يفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة البحيرات الكبرى.

عن وسائل إعلام

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!