ثقافة

الإمام وليد مهساس يهاجم مروان قروابي: “تشبه الرجال بالنساء انحراف لا يبرره التمثيل!”

تصاعد الجدل في الجزائر مؤخرًا حول مشهد تمثيلي للممثل مروان قروابي، ظهر فيه متقمصًا شخصية امرأة ضمن أحداث مسلسل “لاغازات”. المشهد، الذي عُرض خلال شهر رمضان، أثار موجة من الانتقادات، واعتبره البعض تجاوزًا للقيم الدينية والأخلاقية، فيما دافع آخرون عنه باعتباره جزءًا من العمل الفني. هذا الجدل لم يبقَ محصورًا في مواقع التواصل الاجتماعي، بل وصل إلى منابر المساجد، حيث خصّص الإمام وليد مهساس جزءًا كبيرًا من خطبته للحديث عن القضية، معتبرًا أنها تمثل انحرافًا عن تعاليم الإسلام وقيم المجتمع الجزائري.

“التشبه بالنساء لا يبرره التمثيل” – خطبة نارية من الإمام مهساس

في خطبته التي لقيت انتشارًا واسعًا، استنكر الإمام وليد مهساس ظهور الرجال بملابس نسائية في الأعمال الدرامية، معتبرًا أن ذلك يخالف تعاليم الإسلام ويهدم القيم الأخلاقية للمجتمع. واستشهد بحديث النبي ﷺ:

“لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.”

وأضاف الإمام:

“لا تقولوا لي إنه مجرد تمثيل! كيف ترضى على نفسك أن تتشبه بامرأة؟ هل يمكن أن تبرر مخالفة أوامر الله بحجة الفن؟ هذا الأمر لا يتعلق بحرية الإبداع، بل بتجاوز حدود الأخلاق والدين.”

وأشار إلى أن هذه المشاهد، التي يتم عرضها في شهر رمضان، ليست مجرد “فن”، بل محاولات مقصودة لنشر ثقافة دخيلة تتعارض مع تعاليم الإسلام، مضيفًا:

“لا يمكننا أن نقبل أن يصبح الرجل امرأة مهما كان المبرر، فهذا تحريف للفطرة وتجاوز للحدود التي وضعها الله.”

انتقادات حادة للرقابة الإعلامية في الجزائر

لم يتوقف الإمام مهساس عند حدود انتقاد الممثلين فقط، بل وجه هجومًا مباشرًا على الجهات المسؤولة عن الرقابة الإعلامية في الجزائر، متسائلًا عن دور سلطة ضبط السمعي البصري، وقال:

“أين الرقابة؟ كيف يتم السماح ببث مثل هذه المشاهد في بلد مسلم، خاصة خلال شهر مقدس؟ لماذا يُفسح المجال لهذه الأعمال دون مراعاة لهوية المجتمع وقيمه الدينية؟”

كما دعا الإمام الجزائريين إلى مقاطعة هذه الأعمال وعدم مشاهدتها، معتبرًا أن عرضها مباشرة بعد الإفطار هو مخطط لإبعاد الناس عن الذكر والصلاة والتراويح.

“كلما صفدت شياطين الجن، جاءت شياطين الإنس لتأخذ مكانها، فتفسد الأخلاق وتبعد الناس عن الدين!”

بين الفن والالتزام الديني: أين يجب رسم الحدود؟

فتح هذا الجدل نقاشًا واسعًا حول العلاقة بين الفن والدين في الجزائر، حيث يرى البعض أن الدراما والتمثيل يجب أن يتمتعان بحرية التعبير، بينما يرى آخرون أن هذه الحرية لا يجب أن تتجاوز القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع.

من جهة أخرى، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من مروان قروابي أو القائمين على المسلسل بشأن الانتقادات الموجهة إليهم. ومع ذلك، تعكس الأصداء على مواقع التواصل الاجتماعي انقسامًا واضحًا بين مؤيد ومعارض.

مقاطعة أم حوار؟ ما هو الحل؟

في ظل تصاعد الجدل، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن تحقيق التوازن بين حرية الإبداع الفني واحترام القيم الدينية؟ هل يكون الحل عبر فرض قيود صارمة على المحتوى الفني، أم أن هناك حاجة لحوار أعمق بين صناع المحتوى والمؤسسات الدينية والمجتمع؟

بغض النظر عن الإجابة، من الواضح أن هذه القضية لن تنتهي هنا، بل ستظل موضع نقاش مع كل عمل فني يُعتبر “مثيرًا للجدل”.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!