ثقافةوطنياً

لغز بيونة: بين شائعات الاحتجاز واستغاثة العائلة

جدل واسع حول مصير الفنانة الجزائرية القديرة

أثارت قضية الفنانة الجزائرية الشهيرة بيونة، واسمها الحقيقي باية بوزار، جدلًا واسعًا في الأيام الأخيرة، بعد تصريحات متضاربة حول حالتها الصحية وظروف معيشتها. وبينما ظهرت الفنانة لتنفي الشائعات، أطلقت ابنتها آمال بوشعلة نداء استغاثة أكدت فيه أن والدتها تعيش في ظروف صعبة تحت وصاية امرأة وصفتها بـ”الخطيرة”، مما زاد من الغموض حول حقيقة ما يجري.

الفنانة نوال زعتر

نوال زعتر تفجر القضية: “هناك لغز محير”

بدأت القصة عندما صرّحت الممثلة نوال زعتر، خلال استضافتها في برنامج تلفزيوني، أن هناك لغزًا محيرًا يحيط ببيونة، مشيرة إلى أن الأخيرة تعيش في عزلة، وتواجه صعوبة في التواصل مع محيطها. وأوضحت أنها حاولت عدة مرات زيارتها أو الاتصال بها، لكن شخصًا آخر كان يرد دائمًا على الهاتف ويمنعها من الحديث معها، مما أثار شكوكها حول وضع بيونة الحقيقي.

وقالت زعتر:

“ذهبت مرة ومرتين وثلاثة، ولكن هناك شيء يمنعني من الوصول إليها. كنت أحب الذهاب لرؤيتها، لكنني أشعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي. أريد فقط أن أفهم ما يحدث!”.

بيونة تنفي وتتهم زعتر بالترويج للإشاعات

بعد الضجة التي أثارتها تصريحات نوال زعتر، خرجت بيونة عن صمتها عبر مقطع مصور نفت فيه كل ما قيل عن احتجازها، مؤكدة أنها بخير، لكنها كانت متعبة قليلًا في الفترة الأخيرة بسبب المرض.

ووجهت بيونة انتقادات حادة لزعتر، قائلة:

“لماذا أليس من حقي أن أمرض؟ الإشهار الذي قمتِ به يا نوال ليس جيدا. المرأة التي تتكفل بي رائعة وليست فقط جارتي، بل أخت وأكثر”.

الابنة تؤكد الشكوك: “أمي في خطر”

رغم نفي بيونة، جاءت المفاجأة من ابنتها آمال بوشعلة، التي فندت تصريحات والدتها، مؤكدة أن والدتها تعيش تحت الضغط والاستغلال، وأنها محتجزة من قبل امرأة تمنعها من الحديث مع عائلتها منذ ثلاث سنوات. وكشفت في اتصال مع قناة “الشروق” أنها لم تتمكن من التحدث مع والدتها إلا مؤخرًا، عندما زارها أحد أصدقائها وتمكن من التحدث إليها سرًا.

وقالت آمال، التي تقيم في فرنسا:

“لقد طلبت مني والدتي أن آتي لإنقاذها، وقالت لي حرفيًا: لو تعلمين ما الذي تفعله لي هذه المرأة؟ إنها تضربها، تعطيها المخدرات، وتمنعها من الحديث معنا. لقد سرقت كل شيء منها!”.

كما ناشدت السلطات الجزائرية التدخل لإنقاذ والدتها، مؤكدة أن المرأة التي تحتجزها “خطيرة ويجب محاسبتها”.

بيونة ترد على ابنتها: “المخدرات تهرب مني!”

بعد تصاعد الجدل، ظهرت بيونة مجددًا على قناة “النهار”، حيث أكدت أنها بصحة جيدة ولا تعاني من أي مشاكل، مشددة على أن المرأة التي تعتني بها تعاملها كأختها ولا تمارس عليها أي ضغوط أو إساءة.

وفي رد ساخر على مزاعم تعاطي المخدرات، قالت بيونة:

“المخدرات هي التي تهرب مني!”، مؤكدة أن هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، وأنها مجرد شائعات تهدف إلى تشويه سمعتها.

كما عبرت عن استيائها من تداول هذه الأكاذيب، مشيرة إلى أن بعض الجهات تحاول إثارة الضجة الإعلامية على حسابها.

وبخصوص غيابها وعدم ردها على الهاتف، أوضحت بيونة أنها فضّلت الابتعاد عن المكالمات الطويلة بمحض إرادتها، قائلة:

“لم أعد أحتمل الحديث في الهاتف، هذا قراري الشخصي، ولا أحد أجبرني عليه”.

ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي ومطالب بالتحقيق

سرعان ما انتشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الجزائريون مع القضية، مطالبين بفتح تحقيق رسمي حول مصير بيونة. وتباينت ردود الفعل بين من يرى أن القضية مفتعلة، ومن يعتقد أن هناك فعلًا ما يستوجب التدخل.

علق أحد المتابعين:

“بيونة فنانة كبيرة وقدمت الكثير للفن الجزائري، يجب على السلطات التدخل لحمايتها”.

فيما قال آخر:

“إن كانت فعلًا محتجزة، فمن الواجب التدخل فورًا، وإن كانت هذه مجرد شائعات، فيجب محاسبة من يروجها”.

الفنانة باية بوزار – بيونة

بيونة: مسيرة فنية حافلة تحاصرها الأزمات

تُعد بيونة (72 عامًا) من أبرز الوجوه الفنية في الجزائر، حيث تألقت في الدراما والكوميديا على مدار أربعة عقود. اشتهرت بأدوارها في مسلسلات مثل “ليلى والأخريات” و“ناس ملاح سيتي”، إلى جانب أعمال سينمائية ناجحة أبرزها “الدار الكبيرة”.

ورغم مسيرتها الطويلة، لم تسلم بيونة من الأزمات، إذ سبق أن تعرضت لمواقف مشابهة في الماضي، حيث اختفت عن الساحة الفنية لسنوات، ما أثار العديد من التكهنات حول وضعها.

الحقيقة الغائبة.. إلى أين تتجه القضية؟

في ظل تناقض التصريحات بين الفنانة وابنتها، تبقى الحقيقة غامضة، ويظل السؤال المطروح: هل تعيش بيونة فعلًا تحت الضغط والاستغلال، أم أن الأمر مجرد شائعة كبرت بسبب سوء الفهم؟

الأيام القادمة قد تحمل إجابة واضحة، خاصة بعد تصاعد المطالبات بفتح تحقيق رسمي لكشف الحقيقة كاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!