أخبار جيجل

جدل في جيجل: فوز بلحيمر بوخميس بعضوية مجلس الأمة يثير انتقادات واسعة

أفرزت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة بولاية جيجل نتائج أثارت جدلًا واسعًا، خصوصًا بعد فوز بلحيمر بوخميس، ممثل حزب جبهة التحرير الوطني (الأفلان)، بمقعد المجلس بعد حصوله على 115 صوتًا. أثار هذا الفوز ردود فعل غاضبة بين المواطنين، الذين اعتبروا أن التجديد السياسي ما زال بعيد المنال، خاصة وأن المرشح الفائز يواجه انتقادات عديدة تتعلق بأدائه كرئيس لبلدية جيجل.

نتائج الانتخابات والتوزيع السياسي

شهدت الانتخابات منافسة بين الأحزاب التقليدية والمترشحين الأحرار، حيث جاءت النتائج على النحو التالي:

• بلحيمر بوخميس (الأفلان): 115 صوتًا.

• سمير بوهاوية (جبهة المستقبل): 98 صوتًا.

• حسين برينط (التجمع الوطني الديمقراطي – الأرندي): 89 صوتًا.

• الأحرار (إجمالي 189 صوتًا موزعة على عدة مرشحين):

• رابح يسعد: 84 صوتًا.

• منير بريغت: 37 صوتًا.

• عبد الوهاب ياسف: 35 صوتًا.

• الداودي بن زيار: 5 أصوات.

• حسين زعينك: 3 أصوات.

• محمد لمين بونار: 2 صوتان.

تكشف هذه النتائج استمرار الأحزاب التقليدية في الهيمنة على المشهد السياسي، على الرغم من المنافسة القوية التي قدمها المستقلون، الذين حصلوا مجتمعين على عدد أصوات أكبر من الفائز، لكن تشتتهم بين عدة مرشحين حال دون حصولهم على المقعد.

ردود الفعل الشعبية وانتقادات المواطنين

بعد إعلان النتائج، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من التعليقات المنتقدة، حيث عبر المواطنون عن استيائهم من إعادة انتخاب مسؤول لم يكن أداؤه محل إجماع شعبي. كتب أحد المواطنين: “كيف لشخص فشل في تسيير بلدية أن يُكافأ بمقعد في مجلس الأمة؟”، فيما علق آخر بسخرية: “السياسة في الجزائر: تفشل محليًا فتترقى وطنيًا!”.

واتجهت بعض الآراء إلى انتقاد النظام الانتخابي برمته، معتبرين أن هذا الفوز يعكس غياب المنافسة الحقيقية، حيث قال أحد المعلقين: “الأحزاب التقليدية لا تزال تفرض نفسها رغم رفض المواطنين لها، متى سنرى تغييرا حقيقيًا؟”.

بين دعم الحزب وانتقادات الشارع

في المقابل، يرى أنصار بلحيمر بوخميس أن فوزه طبيعي بحكم انتمائه لحزب عريق مثل الأفلان، والذي لا يزال يمتلك نفوذًا سياسيًا وانتخابيًا قويًا في العديد من الولايات. كما أشار البعض إلى أن نجاحه في الانتخابات يعكس قدرة الحزب على تعبئة الأصوات داخل المجالس البلدية والولائية، التي تشكل القاعدة الانتخابية في انتخابات مجلس الأمة.

تحليل المشهد السياسي

تشير هذه الانتخابات إلى عدة معطيات مهمة:

1. استمرار هيمنة الأحزاب التقليدية: رغم التراجع النسبي في شعبيتها، لا تزال الأحزاب الكبرى مثل الأفلان والأرندي تملك نفوذًا قويًا، مستفيدة من قاعدة انتخابية متماسكة داخل المجالس المنتخبة.

2. صعود المستقلين دون تأثير فعلي: حصل المستقلون على عدد كبير من الأصوات، لكن عدم توحدهم خلف مرشح واحد أضعف فرصهم في الفوز.

3. اتساع الهوة بين الشارع والطبقة السياسية: يبدو واضحًا أن المزاج الشعبي يميل نحو التغيير، لكن آليات الانتخابات الحالية لا تعكس هذه الرغبة بشكل واضح.

وأخيرا …

يبقى فوز بلحيمر بوخميس في انتخابات مجلس الأمة بجيجل مثالًا واضحًا على استمرار الديناميكيات التقليدية في السياسة الجزائرية. وبينما يرى البعض أن هذا الفوز يعكس قوة الحزب وانضباطه الانتخابي، يراه آخرون مؤشرًا على غياب التغيير الحقيقي. في ظل هذه المعطيات، تظل التساؤلات مطروحة حول مستقبل المجالس المنتخبة ومدى قدرتها على تمثيل تطلعات المواطنين بشكل فعلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!