تصريحات عثمان الخميس حول حماس تثير جدلًا واسعًا: انتقاد للمقاومة أم سوء فهم؟

الكويت – أشعل الداعية الكويتي عثمان الخميس موجة من الجدل بعد تصريحاته الأخيرة التي وصف فيها حركة المقاومة الإسلامية حماس بأنها “فرقة سياسية منحرفة”، مؤكدًا أن دعم غزة لا يعني بالضرورة تأييد توجهات الحركة. جاءت هذه التصريحات في توقيت حرج، حيث تتعرض غزة لعدوان إسرائيلي هو الأعنف منذ سنوات، ما أثار تساؤلات حول تأثير هذه التصريحات على وحدة الصف في مواجهة الاحتلال.
في مقابلة إذاعية، قال الخميس إن حماس أخطأت بارتباطها مع إيران، معتبرًا أن دعم الفلسطينيين لا يجب أن يكون مرهونًا بقبول نهج الحركة السياسي. كما أضاف أن المسلم مطالب بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، لكنه يجب أن يفصل بين القضية العادلة والمواقف السياسية لحماس.
انتقادات واسعة وردود فعل غاضبة
لم تمر تصريحات الخميس مرور الكرام، إذ قوبلت بانتقادات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أنها تسيء إلى المقاومة الفلسطينية وتصب في مصلحة الأطراف الساعية إلى تقويض شرعيتها.
في ظل استمرار سقوط مئات الشهداء يوميًا في غزة، تساءل ناشطون عن أسباب توجيه النقد للمقاومة المسلحة التي تدافع عن المقدسات الإسلامية، بينما يتم التغاضي عن التطبيع العربي المتسارع مع الاحتلال الإسرائيلي. كما رأى البعض أن مثل هذه التصريحات تخلق انقسامات غير ضرورية داخل الصف الإسلامي، في وقت تحتاج فيه القضية الفلسطينية إلى وحدة الموقف والدعم غير المشروط.
عثمان الخميس يوضح موقفه
أمام تصاعد موجة الغضب، خرج عثمان الخميس ليقدم توضيحًا حول تصريحاته، مؤكدًا أن كلامه أُسيء فهمه، وأنه لا يقصد الإساءة إلى حماس كمقاومة، بل كان ينتقد بعض توجهاتها السياسية. كما شدد على أنه يدعم أهل غزة ويقف مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، مشيرًا إلى أن حديثه جاء في سياق معين لكنه فُهم بشكل خاطئ.
بين الجدل والموقف الثابت من المقاومة
رغم التوضيحات، لا يزال الجدل مستمرًا، حيث يرى البعض أن هذه التصريحات كشفت عن خلافات أيديولوجية عميقة داخل التيارات الإسلامية تجاه المقاومة الفلسطينية. وفي ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، يبقى السؤال الأهم: هل تخدم مثل هذه النقاشات القضية الفلسطينية، أم أنها تساهم في إضعاف الصف المقاوم في لحظة مصيرية؟