
باماكو – Ifrikya FM
في ظل استمرار المرحلة الانتقالية للعام الخامس على التوالي بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في مالي عام 2020، خرج موسى مارا، رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب المعارضة “يليما” (Yelema، وتعني “التغيير”)، عن صمته، محذرًا من الانزلاق نحو أزمة طويلة الأمد تهدد استقرار البلاد. وجاءت تصريحات مارا خلال مقابلة خاصة أجراها عبر أثير إذاعة Ifrikya FM، حيث تناول فيها واقع الحريات، الأداء الحكومي، والوضع socio-économique المتدهور في البلاد.
الحريات تحت التهديد
في مستهل حديثه، عبّر مارا عن قلقه الشديد إزاء القمع المتزايد الذي تتعرض له وسائل الإعلام وأصوات المعارضة، معتبرًا أن “حرية التعبير أصبحت اليوم مهددة في مالي”، رغم أنها مضمونة في الدستور الذي أعدّته وصادقت عليه السلطات الانتقالية ذاتها. وطالب السلطة باحترام هذه الحريات والكفّ عن سياسة الاعتقالات على خلفية الرأي.
مرحلة انتقالية بلا نهاية
انتقد مارا بشدة استمرار المرحلة الانتقالية دون أفق سياسي واضح، مشيرًا إلى أنه “لم يُعلن عن أي موعد للانتخابات، باستثناء إعلان تمديد المرحلة لخمس سنوات إضافية”، ما اعتبره مؤشرًا خطيرًا على فقدان البوصلة السياسية لدى السلطة الحالية.
أزمة اقتصادية خانقة
توقف مارا عند الأوضاع الاقتصادية المزرية التي يعيشها الماليون، مشيرًا إلى أن “أكثر من مليون مواطن يعانون من سوء التغذية، إضافة إلى أزمة خانقة في الكهرباء والخدمات الأساسية”، ومؤكدًا أن “الحكومة الانتقالية ليست مؤهلة لحل هذه التحديات الهيكلية لأنها بطبيعتها مؤقتة وليست منتخبة”.
الطبقة السياسية… كبش فداء
تحدّث مارا عن المحاولات الممنهجة لتشويه صورة الطبقة السياسية، حيث يتم تحميلها مسؤولية جميع الأزمات الماضية والحالية، ما أدى إلى إضعاف دورها وإسكاتها. ورغم ذلك، أكد أن “السياسيين سيظلون جزءًا من الحل، وسيواصلون تقديم البدائل والعمل من أجل التغيير عبر الوسائل الديمقراطية”.
خطر انفجار شعبي
لم يستبعد مارا أن تؤدي هذه الأوضاع إلى حالة من التململ الشعبي. وقال: “إذا استمرت المعاناة ولم تُفتح آفاق للحل، فإن الشارع قد ينفجر”. لكنه شدد على أن الحل يكمن في التوافق الوطني والعمل المشترك بين كل الأطراف.
بصيص أمل
رغم كل التحديات، أبقى مارا باب الأمل مفتوحًا، قائلاً إن هناك تواصلًا غير رسمي بين المعارضة والسلطة، مع إمكانية استئناف إطار الحوار الذي تشرف عليه وزارة الإدارة الإقليمية. وأضاف: “نحن متفائلون. الأمل باقٍ وسنستمر في النضال السياسي السلمي”.
خاتمة
رسالة موسى مارا عبر إذاعة Ifrikya FM لم تكن مجرد انتقاد، بل دعوة عاجلة إلى إعادة المسار الانتقالي إلى سكّته الصحيحة، وإنهاء حالة الغموض السياسي التي تسيطر على البلاد، قبل أن تدفع مالي ثمناً باهظاً من أمنها واستقرارها.