سياسةوطنياً

رشيد نكاز يتهم فرنسا والمغرب ويتحدث عن مستقبل الجزائر

في مقابلة مثيرة للجدل مع قناة “أومرتا”، أطلق رشيد نكاز، الناشط السياسي الجزائري والمرشح السابق للرئاسة، سلسلة من التصريحات الجريئة التي انتقد فيها النظام الجزائري، والسياسات الفرنسية، والتوتر مع المغرب. هذه أبرز تصريحاته:

1. اتهام النظام الجزائري بالفساد والقمع

انتقد نكاز النظام الجزائري بشدة، واصفًا إياه بـ”المغلق سياسيًا”، مشيرًا إلى أنه خاض أكثر من 156 مظاهرة ضد الفساد داخل الجزائر وخارجها. وأكد أن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة كان عاجزًا عن الحكم منذ 2012، وأن مجموعة فاسدة من حوله كانت تدير البلاد.

كما اعترف بأن الجزائر ليست بلد ديمقراطيًا، قائلًا:

“عندما تدخل إلى عالم السياسة فيها، يجب أن تعرف ما الذي ينتظرك”

وهو ما أثبته باعتقاله وسجنه لمدة أربع سنوات لمجرد معارضته للنظام.

2. انتقاد حاد لفرنسا وفضح “ازدواجية المعايير”

وجه نكاز انتقادات لاذعة لفرنسا، متهمًا إياها بالنفاق في تعاملها مع المعارضين السياسيين. وأوضح أن فرنسا لم تتحدث عنه أبدًا أثناء سجنه في الجزائر، بل على العكس، قامت بـ:

• الحكم عليه بالسجن 18 شهرًا غيابيًا في قضية منفصلة.

• مصادرة أمواله وعقاراته في فرنسا أثناء وجوده في السجن.

• منح حماية لمسؤولين جزائريين فاسدين مثل وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب، ورفض تسليمه رغم إدانته بـ20 سنة سجنًا بتهم فساد.

وقال بلهجة ساخرة:

“فرنسا التي تعطي دروسًا في حقوق الإنسان، لم تحرك ساكنًا عندما كنت في السجن، لكنها الآن تقود حملة عالمية للدفاع عن الكاتب بوعلام صنصال لمجرد اعتقاله لفترة قصيرة”

3. موقفه من المغرب وإسرائيل: “إعلان حرب على الجزائر”

هاجم نكاز قرار المغرب السماح لإسرائيل بإنشاء قاعدة عسكرية على حدوده مع الجزائر، معتبرًا أن ذلك إعلان حرب صريح. وقال:

“كيف يمكن لجار تاريخي مثل المغرب أن يسمح لقوة أجنبية بإنشاء قاعدة عسكرية على حدوده مع الجزائر؟ هذا غير مقبول، ولا يمكن السكوت عنه”

4. وصفه الاستعمار الفرنسي بـ”الإبادة الجماعية”

أكد نكاز أن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان أكثر من مجرد احتلال، قائلًا:

“الاستعمار الفرنسي تسبب في مقتل 5.5 مليون جزائري عبر المجازر والتجويع والترحيل القسري. هذا ليس مجرد جريمة ضد الإنسانية، بل هو إبادة جماعية”

وأضاف أن عدد سكان الجزائر تضاعف بشكل طبيعي بعد الاستقلال، مما يثبت أن الاستعمار كان كارثيًا على الشعب الجزائري.

5. انتقاده لاعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية

اعتبر نكاز أن اعتراف الرئيس إيمانويل ماكرون بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في 30 جويلية 2024 هو خرق للقانون الدولي، وشبهه بقرار جورج بوش غزو العراق عام 2003 دون إذن من الأمم المتحدة.

وقال:

“فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن، انتهكت القانون الدولي تمامًا كما فعلت أمريكا في العراق. هذا القرار لن يجلب سوى المزيد من التوتر في المنطقة”

6. موقفه من قضية بوعلام صنصال: “يعرف ما كان ينتظره”

رفض نكاز التعاطف مع الكاتب بوعلام صنصال، الذي سُجن في الجزائر بعد تصريحاته بأن “نصف الجزائر كانت مغربية تاريخيًا”. وقال إن صنصال كان يعرف أن تصريحاته ستؤدي إلى سجنه، وأضاف:

“أنا دخلت السجن بسبب مواقفي، ولم يدافع عني أحد. لماذا الآن يقود العالم حملة للدفاع عن صنصال؟ إنه ببساطة يعرف ما كان ينتظره”

7. اعترافه بأنه كان مستعدًا للسجن

كشف نكاز أنه كان على علم بأنه سيتم اعتقاله فور عودته إلى الجزائر عام 2019، لكنه قرر المواجهة بدلاً من البقاء في المنفى. وقال إنه لم يرد أن يكون “هاربًا إلى الأبد مثل بعض المعارضين

وقال:

“قبل اعتقالي، كنت في هونغ كونغ، وأبلغوني أنني سأدخل السجن إذا عدت. لكني وفيت بوعدي لوالدي واخترت المواجهة”

8. مشروعه “للهجرة العكسية”

أعلن نكاز أنه يعمل على خطة لـ إعادة 300 ألف جزائري من الكفاءات إلى الجزائر، بمن فيهم الأطباء والمهندسون والأساتذة، للمساعدة في بناء البلاد. كما دعا إلى عودة كل المهاجرين الأفارقة من أوروبا إلى بلادهم، معتبرًا أن تطوير إفريقيا يجب أن يكون من الداخل وليس عبر الهجرة الجماعية.

وقال:

“لا يمكننا بناء الجزائر إذا كنا نخسر كل عام 50% من أطبائنا و60% من مهندسينا لصالح أوروبا”

خاتمة

رشيد نكاز يبقى شخصية استثنائية في المشهد السياسي الجزائري، يجمع بين الجرأة في الطرح والاستعداد لدفع ثمن مواقفه. رغم كل التحديات التي واجهها، لا يزال مصممًا على مواصلة نضاله من أجل التغيير، سواء من داخل الجزائر أو خارجها. ومع استمرار الأوضاع السياسية في المنطقة في التعقيد، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيتمكن نكاز من تحقيق رؤيته في المستقبل، أم أن العقبات التي واجهها ستظل تعترض طريقه؟

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock