رياضة

محمد الأمين عمورة.. من لاعب مغمور إلى نجم صاعد في سماء الكرة الجزائرية

بداية متواضعة وإصرار لا يُهزم

في كرة القدم، لا يتعلق الأمر فقط بالموهبة، بل بالإصرار والعمل الجاد. وقصة محمد الأمين عمورة، النجم الجزائري الصاعد، خير دليل على ذلك. ولد في 9 ماي 2000 في وجانة، ولاية جيجل، وبدأ مشواره الكروي في ظروف صعبة، حتى أنه كاد أن يترك كرة القدم في سن مبكرة بسبب عدم توفره على المال اللازم للتنقل إلى التدريبات.

بدأ عمورة مسيرته في الفئات السنية لنادي أمن ولاية جيجل سنة 2016، قبل أن ينتقل إلى شبيبة جيجل سنة 2017، حيث تألق مع فئة الأواسط وسجل أكثر من 30 هدفًا. ولكن نقطة التحول الحقيقية في مشواره كانت عندما أضرب لاعبو الفريق الأول، ليحصل الشاب ذو 17 عامًا على فرصة للعب مع الأكابر، وسجل أهدافًا حاسمة أمام وداد بوفاريك وجيل حي الجبل.

تسجيل عمورة لهدف مع شبيبة جيجل JSD

التألق مع وفاق سطيف والانطلاق نحو الاحتراف

في عام 2018، وقع عمورة مع وفاق سطيف، لكنه انتقل لفترة قصيرة إلى مولودية الجزائر قبل أن يعود مجددًا إلى الفريق السطايفي. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، لكنه أثبت نفسه بسرعة، وسجل أول أهدافه مع الأكابر في 2020 ضد أهلي برج بوعريريج، رغم مشاركته كبديل في الدقائق الأخيرة.

امضاء اول عقد لعمورة مع وفاق سطيف

وفي موسم 2020-2021، أصبح ثاني هداف في البطولة الجزائرية برصيد 12 هدفًا، على الرغم من أنه كان لا يزال ينتمي لصنف الرديف. وحصل على جائزة أفضل لاعب شاب في الجزائر، مما مهد طريقه نحو الاحتراف الأوروبي.

الاحتراف الأوروبي والتحديات الجديدة

في عام 2021، خاض عمورة أول تجربة احترافية خارج الجزائر، حيث انتقل إلى نادي لوغانو السويسري. لم تكن البداية سهلة، لكنه فرض نفسه بالتدريج، وسجل أهدافًا مهمة حتى أصبح لاعبًا أساسيًا، وحقق مع الفريق كأس سويسرا.

محمد الأمين عمورة بقميص لوغانو

بعد موسمين ناجحين، انتقل في 2023 إلى نادي يونيون سانت جيلواز البلجيكي، حيث واصل تألقه، ليصبح محط أنظار الأندية الكبرى. وفي 2024، خاض تجربة جديدة في أحد أقوى الدوريات الأوروبية، بانضمامه إلى فولفسبورغ الألماني، حيث بدأ بداية قوية وسجل عدة أهداف في أولى مبارياته.

نجم في المنتخب الوطني

على الصعيد الدولي، أصبح عمورة قطعة أساسية في تشكيلة المنتخب الجزائري. خلال تصفيات كأس العالم، برز كنجم المباريات الخارجية، حيث سجل ثنائية ضد بوتسوانا، وصنع أهدافًا حاسمة ضد أوغندا والموزمبيق، كما سبق له التسجيل في شباك تنزانيا. حتى الآن، سجل 10 أهداف بقميص “الخضر”، متفوقًا على العديد من الأسماء الكبيرة.

محمد الأمين عمورة بقميص المنتخب الوطني الجزائري

التحديات القادمة والطموحات المستقبلية

رغم كل ما حققه حتى الآن، يدرك عمورة أن أمامه الكثير لتطويره. فهو مطالب بتحسين تعامله مع الكرة عندما يكون بعيدًا عن المرمى، وتقليل فقدانه للكرات السهلة، واتخاذ قرارات أكثر هدوءًا. وإذا نجح في تحسين هذه الجوانب، فإنه سيكون أحد أفضل اللاعبين الجزائريين في المستقبل.

قصة محمد الأمين عمورة تُثبت مقولة: “الأمور العظيمة لا تأتي بسهولة”، فهو لم يكن الأكثر موهبة في الجزائر، ولا حتى في مدينته، لكنه كان الأكثر إيمانًا بقدراته، والأكثر استغلالًا للفرص رغم قلتها. واليوم، يقف الشاب القادم من وجانة، جيجل، كنجم ساطع في سماء الكرة الجزائرية، وطموحه لا يتوقف عند هذا الحد.

الخلاصة

من شاب مغمور يكافح من أجل تأمين تكاليف التنقل إلى التدريبات، إلى نجم في أوروبا والمنتخب الجزائري، قصة محمد الأمين عمورة هي درس في الإصرار والعمل الجاد. فهل يكون هذا مجرد بداية لمسيرة أكثر إشراقًا في الملاعب الأوروبية والعالمية؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!