دولياً

جدل في ستراسبورغ بعد قراءة القرآن داخل كنيسة

ناشط بالتيك توك يشعل نقاشًا واسعًا حول التسامح والاحترام الديني

شهدت مدينة ستراسبورغ الفرنسية موجة من الجدل بعد أن قام أحد صناع المحتوى بقراءة آيات من القرآن الكريم داخل كنيسة سان بيير لو جون، في الثامن من مارس الجاري، في خطوة وصفها بأنها تهدف إلى تعزيز التسامح بين الأديان. إلا أن هذه المبادرة قوبلت بردود فعل غاضبة، خاصة من قبل المسجد الكبير في ستراسبورغ، الذي اعتبرها “إساءة غير مقبولة”.

المسجد الكبير يندد بالواقعة

في بيان رسمي صدر يوم الاثنين 17 مارس، عبّر المسجد الكبير في ستراسبورغ عن استنكاره الشديد لما وصفه بـ”التصرف الاستفزازي وغير المحترم”. وأوضح البيان أن صانع المحتوى دخل الكنيسة دون دعوة، وقرأ سورة مريم بصوت عالٍ، ما اعتبره انتهاكًا لقدسية المكان وإساءة لمشاعر المسيحيين.

بيان المسجد

وأكد سعيد عالة، رئيس المسجد الكبير، أن هذه الخطوة لا تعكس قيم الحوار والتسامح الديني، بل إنها “استغلال للدين لتحقيق الشهرة”. وأضاف أن “الاحترام بين الأديان يجب أن يكون متبادلاً، وإلا فإنه يصبح مجرد مفهوم فارغ من المعنى”.

دفاع صانع المحتوى

من جانبه، نشر المدعو فوبيس مقطع فيديو في 18 مارس، دافع فيه عن موقفه، موضحًا أن هدفه كان نشر رسالة سلام وتعايش بين الأديان، خاصة خلال فترة الصوم المسيحي (الكاريم) وشهر رمضان. وأشار إلى أن اختياره لسورة مريم كان بهدف إبراز القواسم المشتركة بين الإسلام والمسيحية، نظرًا لما تحظى به السيدة العذراء من تقدير في الديانتين.

كما أكد أنه حصل على موافقة إحدى الراهبات قبل قراءة القرآن داخل الكنيسة، غير أن الأبرشية الكاثوليكية في ستراسبورغ لم تصدر أي تعليق رسمي حول الحادثة، كما لم تعلّق السلطات المحلية على الواقعة.

ردود فعل متباينة

أثار هذا الحدث نقاشًا واسعًا بين المواطنين وعلى منصات التواصل الاجتماعي. ففي حين اعتبر البعض أن المبادرة كانت نابعة من نوايا حسنة وتعكس قيم التسامح، رأى آخرون أنها غير لائقة وتنم عن تجاهل لقدسية أماكن العبادة.

وقد تجاوز عدد مشاهدات الفيديو 290 ألف مشاهدة، مما ساهم في تصاعد الجدل حول ما إذا كان ما قام به صانع المحتوى يعزز الحوار بين الأديان أو يشكل تجاوزًا للحدود المقبولة.

دعوات إلى التهدئة والحوار

في ظل تصاعد التوتر، دعا العديد من النشطاء ورجال الدين إلى ضرورة التهدئة والتركيز على الحوار البناء لتعزيز التفاهم بين مختلف المعتقدات. وأكدوا على أهمية احترام قدسية دور العبادة، مشددين على أن تعزيز التسامح يجب أن يتم بطرق أكثر وعيًا واحترامًا للمجتمعات الدينية المختلفة.

تعكس هذه الحادثة تحديات التعايش الديني في المجتمعات المتعددة الثقافات، وتبرز الحاجة إلى نقاش أعمق حول الحدود الفاصلة بين حرية التعبير واحترام العقائد الدينية، لضمان التعايش السلمي وتعزيز القيم المشتركة.

عن وسائل إعلام

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock