ريان شرقي: هل يكون المنتخب الجزائري وجهته المقبلة؟

ريان شرقي: بين الطموحات الكبيرة والتحديات الرياضية – هل يجب أن يختار الجزائر بدلاً من انتظار فرنسا؟
منذ أن بدأ ريان شرقي مسيرته الاحترافية في سن مبكرة مع أولمبيك ليون في 2019، وهو يبهر عشاق كرة القدم بمواهبه الاستثنائية التي جعلته واحدًا من أبرز اللاعبين الواعدين في أوروبا. ورغم تألقه الملفت في الدوري الفرنسي ودوري أوروبا، يعاني شرقي من حالة غموض فيما يتعلق بمستقبله الدولي. فقد أصبح في مفترق طرق بين التوقيع لمنتخب الجزائر، الذي طالما أظهر اهتمامه به، أو الانتظار حتى يحصل على فرصته في المنتخب الفرنسي الذي يعتبره مهدًا للمستقبل الكبير. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في الأوساط الرياضية هو: هل يجب على ريان شرقي اختيار الجزائر بدلاً من انتظار منتخب فرنسا؟
1. البدايات الكروية لريان شرقي: موهبة صاعدة
وُلد ريان شرقي في 17 أوت 2003 في مدينة ليون الفرنسية لأب إيطالي وأم جزائرية. منذ صغره، أظهر شرقي قدرات كروية استثنائية جعلته يتألق في فرق الشباب. انضم إلى أكاديمية أولمبيك ليون وهو في سن مبكرة، وكان يعكس تمامًا ما يُسمى باللاعب الذي لا يُضيع فرصته في الظهور على الساحة الاحترافية.
في سن الـ 16، أصبح شرقي أصغر لاعب في تاريخ أولمبيك ليون يشارك مع الفريق الأول في مباراة رسمية، وهو إنجاز لم يكن يتوقعه الكثيرون نظرًا لصغر سنه. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، خصوصًا مع الانتقادات التي طالت بعض فترات أدائه بسبب سوء استخدامه تحت قيادة بعض المدربين، إلا أن شرقي كان دائمًا يظهر مع مرور الوقت أكثر نضجًا وموهبة.
2. التطور مع ليون: موسم 2024-2025
في الموسم الحالي 2024-2025، شهدنا ريان شرقي يحقق أرقامه الأفضل على الإطلاق مع فريقه أولمبيك ليون. فقد تصدر قائمة أفضل الممررين في الدوري الفرنسي ودوري أوروبا، وهو ما يعكس بشكل قاطع تطور مستواه. شرقي أظهر مهاراته في التمريرات الحاسمة، وتمكن من تقديم مستويات عالية في المباريات التي خاضها، مما جعله محط أنظار الأندية الكبرى في القارة الأوروبية. أداؤه المميز يعكس الإمكانيات العالية التي يمتلكها، لدرجة أنه أصبح واحدًا من أبرز الأسماء في سماء كرة القدم الأوروبية، متفوقًا على العديد من اللاعبين الذين يتمتعون بخبرة أكبر منه.
لكن على الرغم من هذه النجاحات، يبدو أن المنتخب الفرنسي، بقيادة المدير الفني ديديه ديشامب، لم يُعطِ شرقي الفرصة التي يستحقها في المباريات الأخيرة. بينما تم استدعاء لاعبين آخرين رغم ابتعادهم عن مستواهم المثالي، تم تجاهل شرقي في أكثر من مناسبة، مما يثير تساؤلات حول سبب تهميشه، رغم أدائه البارز.
3. العلاقة المعقدة مع المنتخب الفرنسي
منذ انضمامه لمنتخب فرنسا تحت 16 عامًا، شهد شرقي فترات من التألق مع الفئات السنية المختلفة. كان يعتبر من أبرز اللاعبين في هذه الفئات، وقدم عروضًا مبهرة مع منتخب الشباب. لكن على الرغم من نجاحه على مستوى الشباب، لم يستطع تأمين مكانه مع منتخب الكبار.
في التجمع الأخير للمنتخب الفرنسي في مارس 2025، تم استبعاد شرقي من القائمة رغم أدائه المتميز مع ليون. بدلاً منه، تم منح الفرصة للاعبين مثل ماتيو غندوزي ووارن زاير-إيمري، وهي اختيارات قد تكون مفاجئة للكثيرين. هذا التجاهل من قبل ديديه ديشامب يجعل شرقي يشعر بالضغوط على المدى الطويل، ويطرح عليه سؤالًا: هل يستحق الاستمرار في انتظار فرصة قد تأتي، أو يتخذ خطوة جادة نحو تمثيل الجزائر؟
4. الجزائر: فرصة ذهبية للظهور على الساحة الدولية
تتمثل إحدى الخيارات القوية أمام شرقي في اختيار تمثيل المنتخب الجزائري، وهو الأمر الذي تم اقتراحه عليه منذ فترة طويلة من قبل الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف). بالنسبة لعديد من اللاعبين الذين لديهم أصول جزائرية، تمثيل “الخضر” يعد شرفًا كبيرًا، خصوصًا مع النجاحات التي حققها المنتخب الجزائري في السنوات الأخيرة، مثل فوزه بكأس أمم إفريقيا 2019.
من خلال اختياره للمنتخب الجزائري، قد يصبح شرقي نجمًا محوريًا في فريق يتطلع إلى العودة إلى الواجهة العالمية. الجزائر تمتلك حاليًا مجموعة من اللاعبين الموهوبين مثل إسماعيل بن ناصر، أمين غويري، وياسين براهيمي، ولكن شرقي يمكن أن يكون العنصر الحاسم في هذه المنظومة الكروية. يمكنه أن يصبح قائدًا للفريق، ويشارك في البطولة القادمة لكأس العالم 2026، ما يعزز فرصه في تحقيق إنجازات كبيرة مع منتخب بلاده.
5. الفرص والتحديات في منتخب الجزائر
الانتقال إلى المنتخب الجزائري قد يمنح شرقي فرصة للحصول على مكان أساسي فورًا، حيث سيواجه تحديات مختلفة عن تلك التي يواجهها في المنتخب الفرنسي، الذي يتنافس فيه مع مجموعة من النجوم العالميين. في الجزائر، سيكون شرقي نجمًا محوريًا، مما يمنحه الفرصة لتطوير نفسه كقائد للفريق.
ومن ناحية أخرى، فإن الاختيار للجزائر سيمكنه من العودة إلى جذوره الثقافية والعائلية، وهو أمر قد يكون ذا مغزى كبير بالنسبة له. الجزائر تحت قيادة المدرب الجديد فلاديمير بتكوفيتش تبدو في حالة جيدة، ويمكن أن تحقق نجاحات كبيرة في المستقبل القريب، كما كان الحال مع المنتخب المغربي في كأس العالم الأخيرة.
6. الانتظار لفرصة منتخب فرنسا: حلم المجد الأوروبي والعالمي
ورغم ذلك، لا يمكن تجاهل الفرص الكبيرة التي قد يحصل عليها شيركي إذا اختار أن يبقى في صراع مع المنتخب الفرنسي. منتخب فرنسا، بتركيبته الحالية من النجوم مثل كيليان مبابي، أنطوان غريزمان، ونغولو كانتي، يوفر فرصة للاعبين الشباب للانضمام إلى صفوفه والمنافسة في أكبر البطولات العالمية. شرقي بإمكانه أن يصبح جزءًا من هذا الفريق الكبير في المستقبل.
7. الخاتمة: القرار النهائي بيد شرقي
في النهاية، فإن قرار ريان شرقي بشأن مستقبله الدولي هو قرار شخصي يتطلب تفكيرًا عميقًا. كل خيار يحمل فوائد وتحديات خاصة به. سواء اختار تمثيل الجزائر أو فرنسا، فإن شرقي يمتلك القدرة على ترك بصمة كبيرة في عالم كرة القدم. ولكن الأهم من كل ذلك هو أن شرقي لديه مستقبل مشرق في انتظار أيًا كان المنتخب الذي سيختاره، وما سيحدد نجاحه هو استمراره في تطوير مهاراته والعمل الجاد على الصعيدين الفني والنفسي.