منوعات

غضب شعبي واسع.. الجزائريون يهاجمون الإمام موسى عزوني بسبب تصريحاته عن الزواج

الجزائر – خاص

أثارت تصريحات الإمام موسى عزوني، التي دعا فيها إلى عدم تزويج الفتيات لشباب لا يملكون عملًا أو سكنًا، موجة واسعة من الغضب والانتقادات بين الجزائريين. رأى كثيرون أن هذه التصريحات تتجاهل الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الشباب، فيما أيدها البعض باعتبارها شرطًا لضمان حياة مستقرة للمتزوجين.

تصريحات تثير الجدل

في خطبته، شدد الإمام موسى عزوني على ضرورة توفر السكن والعمل كشرط أساسي للزواج، قائلًا إن الرجل غير القادر على إعالة زوجته لا ينبغي أن يتزوج، مستشهدًا برأي بعض الفقهاء. إلا أن هذه التصريحات سرعان ما قوبلت بموجة استياء، حيث اعتبرها كثيرون غير واقعية، خاصة في ظل أزمة السكن والبطالة التي يعاني منها الشباب الجزائري.

غضب واسع في الشارع الجزائري

فور انتشار تصريحات الإمام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، توالت ردود الفعل الغاضبة. كتب أحد المعلقين:

“إذا طبقنا كلام الإمام، فلن يتزوج نصف شباب الجزائر! من أين يأتي الشاب بالسكن والعمل بسهولة في ظل هذه الظروف؟”

وعلّقت إحدى الناشطات قائلة:

“ماذا عن الشباب المجتهد الطموح الذي يسعى لبناء مستقبله رغم الظروف الصعبة؟ هل نحكم عليه بعدم الزواج؟ الزواج شراكة وليس مجرد مشروع مادي!”

هل تؤدي هذه التصريحات إلى زيادة العنوسة؟

يرى البعض أن تصريحات الإمام تعكس توجهًا قد يساهم في ارتفاع معدلات العنوسة، حيث يصعب على غالبية الشباب تحقيق الاستقلال المالي قبل سن الثلاثين. ووفقًا لإحصائيات غير رسمية، فإن متوسط سن الزواج في الجزائر ارتفع خلال السنوات الأخيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وفي هذا السياق، قال أحد المختصين في علم الاجتماع:

“مثل هذه التصريحات قد تكرّس فكرة أن الزواج مشروع تجاري لا يقوم إلا على الاستقرار المادي، متجاهلة أن الزواج يمكن أن يكون عاملًا محفزًا للاستقرار والعمل، بدلًا من أن يكون مشروطًا بهما.”

رأي المؤيدين: الزواج مسؤولية وليس مغامرة

في المقابل، هناك من أيّد رأي الإمام، معتبرين أن الزواج يجب أن يكون مبنيًا على الاستقرار المالي لضمان حياة كريمة للزوجين. وصرّح أحد المؤيدين قائلًا:

“كيف يمكن لشاب بلا عمل أو سكن أن يؤسس أسرة؟ الزواج مسؤولية، وليس مجرد ارتباط عاطفي، ومن حق الأولياء أن يحرصوا على مستقبل بناتهم.”

بين التشدد والواقعية.. ما الحل؟

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يواجه الشباب الجزائري تحديات كبيرة في تأسيس حياتهم الزوجية. ويرى البعض أن الحل ليس في وضع شروط تعجيزية، بل في تقديم تسهيلات تساعد الشباب على الزواج، مثل دعم السكن وتوفير فرص عمل مستقرة.

“Lotfi DK” يرد على الإمام

وسط هذا الجدل، نشر المؤثر الجزائري “Lotfi DK” مقطع فيديو ردّ فيه على تصريحات الإمام موسى عزوني، معتبرًا أن القضية ليست في شخص الإمام، ولكن في الفكرة التي طرحها. وأكد أن الزواج في الإسلام لا يُبنى فقط على المال والسكن، بل هو شراكة بين الطرفين، مستشهدًا بزواج النبي محمد ﷺ من السيدة خديجة رضي الله عنها، حيث كان يسكن في بيتها.

كما انتقد “Lotfi DK” أسلوب الإمام، معتبرًا أن عباراته كانت قاسية وغير مراعية لمشاعر الشباب الذين يعانون أصلًا من صعوبات اقتصادية، قائلًا:

“الرسول ﷺ كان يتعامل مع الناس برحمة وتفهم، ولم يكن يستخدم هذا النوع من العبارات الجارحة. لا يجب أن نتحدث عن الزواج وكأنه صفقة تجارية، بل هو مشروع مشترك يحتاج إلى دعم وتفاهم بين الزوجين.”

وبينما لا تزال القضية تشعل مواقع التواصل الاجتماعي، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يجب أن يكون الزواج مقتصرًا على من يملك المال والسكن فقط، أم أن هناك حلولًا أخرى لمساعدة الشباب على بناء أسرهم رغم التحديات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!